فاقمت الحرب الدائرة بين الفرقاء الصوماليين أزمة النازحين في البلاد، وأضافت إليهم عشرات الآلاف من مناطق جديدة، حيث يعيش الجميع ظروفا مأساوية، ويزيد الأمر تعقيدا أن الأمل في العودة بات مستبعدا في الأجل المنظور على الأقل مع ترجيحات المسؤولين بإمكانية أن تشهد العاصمة مقديشو قريبا حربا حاسمة. وشهدت مقديشو عمليات نزوح كبيرة طالت أحياء عدة في محافظة طركينلي جنوب العاصمة التي كانت من بين أكثر المحافظات هدوءًا في الماضي بسبب انتشار حوالي 600 جندي من أفراد القوات الحكومية بالمحافظة تلاها اندلاع مواجهات دامية بين الحكومة والمعارضة المسلحة. وتوجه الفارون من المعارك الأخيرة إلى مناطق النازحين القريبة مقديشو وإقليم شبيلى الوسطى والأقاليم الوسطى والجنوبية، كما أن البعض منهم عبرو الحدود إلى كينيا وسط شكاوى المواطنين من عدم التأقلم مع الأحوال الجوية. وتشير تقديرات المنظمات الإنسانية والحكومة الصومالية إلى نزوح قرابة ستين ألف شخص من منازلهم بسبب المعارك التي شهدتها مقديشو في الشهر الحالي وحده، ومن بين النازحين شخصيات لها وزن قبلي وديني. ويشكو النازحون بشدة من سوء التغذية نتيجة عدم وصول مساعدات غذائية لهم من المنظمات المهتمة محليا وعالميا منذ بداية العام الحالي وفقدانهم للمقومات اللازمة لمواجهة الأمطار الغزيرة لموسم الأمطار الذي بدأ في الصومال. ويعيش النازحون في أكواخ لا تحميهم من الأمطار أو البرد، أما التعليم فلا يوجد له أثر وسط النازحين في هذه المنطقة.ويتوقع تزايد أعداد النازحين وتأزم أوضاعهم الإنسانية في الأيام المقبلة بسبب دق الأطراف السياسية في الصومال أجراس الحرب، ويتوقع الكثيرون حدوث معركة حاسمة في الأيام المقبلة. وتتصاعد المخاوف من امتداد المشاكل السياسية في العاصمة إلى المخيمات كون عناصر القوى السياسية تتواجد بالمنطقة، وعبر الكثيرون عن قلقهم من أن تمتد الخلافات في العاصمة إلى المنطقة أو أن تحاول جهة ما ضم المنطقة إليها. وتقول المواطنة فاطمة علي علسو (56 عاما) (كل شي محتمل في الصومال، لأن الفصائل لا تحترم ولا ترحم المدنيين). وتضيف (إذا هزم البعض من هذه الفصائل اختبؤوا في هذه المنطقة، كما أنه من الممكن محاولة البعض مد نفوذه لهذه المنطقة، ولكن نحن مع الله وننتظر منه أن يحمينا من ويلات السياسيين).