تشارك أرامكو السعودية اليوم الثلاثاء في فعاليات التمرين البحري الميداني الكبير الذي تنظمه المملكة هذا العام ضمن خطة الطوارئ الإقليمية الخاصة برفع الجاهزية الدائمة لمواجهة أية حوادث بحرية قد تقع لا قدر الله وتؤدي لانسكاب الزيت وتلوث مياه البحار والشواطئ. و كشف المنسق العالمي للاستجابة لحوادث انسكابات الزيت في أرامكو السعودية المهندس علي المحسن عن أن الشركة بدأت منذ أسابيع استعداداتها للقيام بالدور المنوط بها في هذا التمرين وذلك وفقاً للخطة الوطنية لمكافحة التلوث البحري بالزيت. وقال (إن دور الشركة سيتمثل في هذا التمرين في التصدي لفرضية وجود بقعة نفطية تقترب من مرافق الشركة الصناعية والسكنية المطلة على البحر في منطقة رأس تنورة ومن ثم مكافحتها والتخلص منها بالطرق العلمية الآمنة). واستطرد المحسن قائلا (وستُفعل الشركة مركز عملياتها لإدارة التعامل مع هذه الفرضية، حيث ستقوم فرقة بمراقبة حركة وموقع البقعة النفطية المفترضة عبر المسح الجوي، فيما ستقوم فرقة استجابة أخرى بوضع معدات وأطواق حماية مطاطية للمنشآت والشواطئ التابعة لمناطق أعمالها. ومن ثم تبدأ محاصرة البقعة النفطية المفترضة واحتواءها، وبالتالي شفطها وتبديد أثرها باستخدام أحدث الوسائط البحرية والطائرات والمعدات التقنية والتكتيكات الهندسية). وأشار المحسن إلى أن ما سيعزز نجاح تلك الاستجابة هو ما توفره أرامكو السعودية من إدارة علمية متكاملة لتلك العمليات، تحقق جملة من الأهداف في الحفاظ على الحياة البشرية والبحرية والشاطئية، وحماية المواقع الحيوية، والممتلكات والمرافق، والإبقاء على التشغيل الآمن لها، وأخيراً التخلص من البقعة النفطية وآثارها وفق أحدث المعايير العلمية لحماية البيئة. من جانبه أكد نائب الرئيس لخطوط الأنابيب والتوزيع وأعمال الفرض بأرامكو السعودية، رئيس لجنة الاستجابة لانسكابات الزيت، المهندس أحمد بن عبدالرحمن السعدي، أن الشركة تمتلك خبرة كبيرة، واستعدادات كبيرة في التنظيم والمعدات والكوادر المؤهلة التي تقف في مصاف كبار الخبراء العالميين في مجال مكافحة التلوث النفطي في البحار. وقال المهندس أحمد السعدي(لقد مكنت مشاركات أرامكو السعودية العالمية في التمارين المماثلة الميدانية على الاستجابة لحوادث انسكاب الزيت حول العالم من تكوين تلك الخبرة منذ السبعينيات من القرن الماضي منوها بنجاح الشركة الكبير في الاستجابة لأكبر حادثة انسكاب للزيت وقعت في التاريخ إبان حرب الخليج الثانية، مما جعلها مؤهلة للتصدي لأي حادثة مهما كان حجمها قد تقع بعد ذلك، لا قدر الله). وأوضح السعدي أن أرامكو السعودية تعمل على رفع جاهزيتها بشكل دائم في هذا الخصوص، عبر إجراء عدد من التمارين السنوية على عمليات مكافحة التلوث النفطي بالإضافة إلى تمارين أخرى تجريها مع شركة فيلا البحرية العالمية، إلى غير ذلك من المشاركات في التمارين الدولية حول العالم. وأضاف أن الشركة تدرب العديد من كوادرها في كافة الأعمال المساندة على مفاهيم حماية البيئة والحياة البحرية وكيفية الحيلولة دون وقوع أي تسرب للزيت إلى مياه البحار والشواطئ، والتعاطي الناجح والفعال مع أي تسربات قد تقع، لا قدر الله. وكانت أرامكو السعودية قد أقرت أول خطة استراتيجية لها لحماية البيئة قبل 40 عاماً، وبلورت اهتمامها في هذا الاتجاه عبر وضع التنظيمات والإجراءات والبرامج التدريبية والتوعوية لموظفي الشركة والمجتمع المحيط بمناطق أعمالها للتعاطي مع الشأن البيئي وفق أحدث الممارسات التي تكفل حمايته. يذكر ان تنظيم هذا التمرين على سواحل المنطقة الشرقية للمملكة يأتي استجابة لقرار الاجتماع الوزاري الرابع عشر للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية والتي تضم جميع الدول المطلة على الخليج العربي حيث ينظم هذا التمرين كل سنتين في إحدى دول الخليج وكان آخر تمرين في هذا الإطار تم إجراؤه عام 2007م على سواحل دولة الكويت.