شددت دراسة علمية على أهمية مشاركة أئمة وخطباء المساجد والجوامع ، من خلال الكلمات الوعظية ، والمحاضرات وخطب الجمعة، في الخطط والبرامج التي تنفذها الجهات المعنية لمحاربة ظاهرة التدخين والتحذير من آثارها السيئة على الفرد والمجتمع، صحياً واقتصادياً..وزيادة الوعي الديني والثقافي والصحي تجاه هذه الظاهرة، وأخطارها ومضارها الآنية والمستقبلية. وأكدت على أهمية تكاتف جميع الفعاليات والمؤسسات والهيئات الحكومية، والأهلية والمدنية في مواجهة هذه الظاهرة التي تعددت وتنوعت مضارها الصحية، والاجتماعية والنفسية والاقتصادية. جاء ذلك في دراسة ميدانية عن عوامل التدخين وآثاره وأبعاده الانسانية التي أعدها سلمان بن محمد العُمري ، وضمها في كتاب تحت عنوان: (ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي) بلغ عدد صفحاته (230) من الحجم المتوسط. وأوصت الدراسة بضرورة تنظيم برامج في المدرسة بوجه خاص لتوعية الآباء وأولياء الأمور بأضرار التدخين وأهمية متابعة أولادهم ومراقبتهم كاجراء وقائي للحيلولة دون انجرافهم في هذه العادة. وشددت الدراسة على ضرورة تنظيم حملة وطنية شاملة للوقاية ومكافحة ظاهرة التدخين تشمل جميع منابع هذه العادة تشترك فيها جميع الوزارات التي لها علاقة بهذا الأمر، منها وزارة الصحة، ووزارة الشؤون الإسلامية ، والأوقاف والدعوة والإرشاد ،ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ، ووزارة التعليم العالي، ووزارة التجارة والصناعة ، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة والاعلام، والرئاسة العامة لرعاية الشباب ، بحيث تشمل هذه الحملة رفع أسعار السجائر ومتطلبات التدخين، وعلاج المدخنين ، والتركيز على الجانب الوقائي من تنظيم محاضرات وندوات في النوادي ووسائل الاعلام المختلفة التي تبين مضار التخدين على مختلف المستويات. كما طالبت الدراسة بإجراء دراسة شاملة عن ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي تشمل الإناث بالإضافة إلى الذكور في مختلف الشرائع والفئات الاجتماعية، إلى جانب ذلك دعت إلى ضرورة تنظيم برامج للمساعدة في الاقلاع عن التدخين وذلك من خلال تنظم معارض للتوعية بأضرار التدخين، واصدار الكتيبات والنشرات، والملصقات بالإضافة إلى إنشاء عيادات خاصة بإشراف وزارة الصحة في المواقع التي تسودها هذه الظاهرة على نطاق واسع، حيث تبين أن أغلبية المبحوثين ونسبتهم (63.96%) لديهم الرغبة في الاقلاع عن التدخين. وكشفت دراسة الباحث سلمان العُمري أن أكثر الأمراض انتشاراً لدى أفراد العينة (والبالغ عددها 555 من شرائح اجتماعية واقتصادية مختلفة) بسبب التدخين هي أمراض الجهاز التنفسي بنسبة (12.6%) من العينة يليها السعال بنسبة (6.31%) ثم الغثيان بنسبة (5.41%) ثم التهاب الشعب الهوائية بنسبة (4.5%) ، ونصحت الدراسة بوضع خطة عامة للاقلاع عن التدخين ومكافحته على مختلف المستويات، منها ما يجب على الفرد حتى يتمكن من التغلب على عادة التدخين السلبية ، استخدام عادات صحية بديلة مثل: شرب الكثير من الماء والعصائر، وتجنب مقابلة الأصدقاء المدخنين والأماكن التي يتم فيها التدخين، وممارسة الرياضة والذهاب إلى الأماكن التي لا يسمح فيها بالتدخين، والابتعاد عن بعض العادات التي كان يمارسها المدخن في السابق أثناء التدخين، وقبل ذلك تقوى الله تعالى وتوفر الإرادة القوية التي يدعمها التقرب إلى الله - عز وجل -. وأبانت الدراسة أن ما نسبته( 79.28%) من العينة يدخنون السجائر، و (10.81%) منهم يدخنون المعسل، يليها الشيشة بنسبة (8.1%) وأن أكبر نسبة من العينة يدخنون (20) مرة يومياً بنسبة (27.03%) يليهم من يدخنون عشر مرات بنسبة (16.23%) ثم مرتين بنسبة (10.81%) ، مشيرة إلى أن أقوى العوامل المشجعة على التجربة الأولى من التدخين هي اغراء وتشجيع الزملاء والرفاق بنسبة (29.73%) ثم التجربة الشخصية بنسبة (21.62%) ثم التشجيع وتقليد أحد أفراد الأسرة بنسبة (16.22%) ثم رغبة في التقليد واكتشاف التجربة بنسبة (11.17%)كما بينت الدراسة أن (37.84%) من العينة يعانون من مشكلات شخصية، أو أسرية، أو اجتماعية، ونسبة (60.36%) من العينة لا يعانون منها ، كما أن مشكلة الأسرة هي الأكبر نسبة التي يعاني منها المدخنون بلغت (19.82%) تليها مشكلات أخرى بنسبة (6.36%) ثم مشكلات مع الأصدقاء بنسبة (5.41%) ثم مشكلات مع الزوجة ومشكلات مالية بنسبة (3.6%) لكل منهما ، وأشارت الدراسة إلى أن جميع مفردات العينة من الموظفين في القطاع الخاص أو العام، ويمثلون معاً (77.48%) وجميع أفراد العينة باستثناء شريحة صغيرة (1.8%) من المتعلمين ويمثل الحاصلون على ثانوية عامة فما فوق نسبة (85.6%) . وأظهرت الدراسة أن أقوى العوامل المشجعة على التجربة من التدخين هي اغراء وتشجيع الزملاء والرفاق بنسبة (29.73%) ثم التجربة الشخصية بنسبة (21.62%) ثم تشجيع وتقليد أحد أفراد الأسرة بنسبة (16.22%) ثم الرغبة في زيادة الثقة بالنفس وتأكيد الذات بنسبة (12.61%) ثم رغبة في التقليد واكتشاف أسرار التجربة بنسبة ( 11.17%) ، كما توصلت الدراسة إلى ما نسبته (27.84%) من العينة يعاونون من مشكلات شخصية وأسرية أو اجتماعية ونسبة (60.36%) من العينة لايعانون منها ، ووصفت الدراسة بعض الوصفات الطبية للاقلاع عن التدخين، كما أشارت الدراسة إلى أن (42.34%) من مفردات العينة يعانون من أمراض ناتجة عن التدخين، فيما كشفت الدراسة أن أكثر الأمراض انتشاراً لدى أفراد العينة هي أمراض الجهاز التنفسي بنسبة (12.6%) من العينة يليها السعال بنسبة (6.31%) ثم التهاب الشعب الهوائية بنسبة (4.5%) وهناك طيف واسع من الأمراض الأخرى أقل انتشاراً بينهم. وطالبت الدراسة بوضع استراتيجية عامة للاقلاع عن التدخين عبر وضع تصور لخطة عامة للإقلاع عن التدخين ومكافحته ولابد من تنفيذها على عدة مستويات داخل المجتمع إذ إن نجاحها مشروط بتضافر الجهود وتكاملها للوصول إلى الأهداف المبتغاة وهذه المستويات هي مستوى الفرد ومستوى الجماعة أو المؤسسة الاجتماعية ومستوى الدولة والمجتمع ومستوى المنظمات الاقليمية والدولية، كما أوردت الدراسة بعض الوصفات الطبية للإقلاع عن التدخين ، معتبرة أن مراقبة الأهل لأبنائهم مهمة جداً للحيولة بينهم وبين تأثير رفاق السوء والقدوة السيئة، ومشددة الدراسة على ضرورة تعاون الزوجة مع زوجها في الاقلاع عن التدخين وذلك لما عرف من كره الزوجات للتدخين عادة وضيقهن منه ومن رائحته، فقد تبين أن تعاون بعض الزوجات مع ازواجهن المدخنين أدى إلى اقلاعهم نهائياً عن هذه العادة السيئة بنسبة بلغت (30%) من المراجعين للعيادة الخيرية لمكافحة التدخين بالرياض عام 1422ه. وأكد العُمري في دراسته العلمية أن المنزل يمارس دوره في التركيز على أضرار التدخين بوسائل غير مباشرة بعيداً عن فرض العقوبات القاسية على الأبناء وكذلك على الادارة المدرسية أن تراقب عن كثب مجموعة الطلبة محل الشبهة وخاصة ما يعرف بالشلة لأن الطالب يتعلم التدخين من خلال تقليد أصحابه ، كما يجب منع المعلمين من التدخين حتى في غرف استراحاتهم وذلك للحفاظ على صورة المعلم القدوة في أعين الطلبة ، ومن المهم القيام ببرامج للتوعية في المدرسة بحيث تكون هذه البرامج جزءاً من دروس الطلبة الموضوعة والمدرجة ضمن البرامج التعليمية فهذا يساعد على الحد من استفحال هذه الظاهرة الخطيرة. وأشارت (في هذا الصدد) إلى أن من أهم أسباب نجاح التجربة الغربية في مكافحة التدخين تعدد جهات المكافحة له فالطبيب يكافح والصحفي يكافح والخطيب والسياسي ، كل في مجاله فكلما كثرت الجهات المكافحة لهذه الآفة قلت في المجتمع ، وأيضاً الاعلان في المدرسة عن استعداد المرشد الطلابي لمساعدة الطلاب في الاقلاع عن التدخين، اضافة إلى مساعدة أقارب المقلع عن التدخين وتحمل الاضطرابات السلوكية التي قد يعاني منها في المرحلة الأولى من الإقلاع. وأبانت الدراسة أن مكافحة التدخين على مستوى الدولة والمجتمع والمنظمات الاقليمية تكون بالقيام بحملة توعية نشطة تتضمن المطبوعات والاعلانات في وسائل الاعلام المختلفة التي تهدف إلى اثناء الشباب عن التدخين وقيام الخبراء والمختصين بإلقاء المحاضرات وعرض الأفلام مع القيام بحملة واسعة لمكافحة التدخين ومنها دعوة تجار التجزئة والبقالات لعدم بيع السجائر لكل من يقل عمره عن (18) عاماً كمرحلة أولى، ومنع بيعها على الصغار بل ومعاقبة من يبيعها لمن لم يبلغ السن القانونية، على الرغم من أن بعض علمائنا قد حرموها من باب توقع ضرورها فيما نجدها تباع في البقالات الكبيرة والصغيرة على الجميع صغاراً وكباراً ، كما يجب فرض عقوبات على المدخنين في الأماكن العامة جهاراً.