أهم ما يميز الزميل الإعلامي والمذيع الشاب بدر رافع القادم إلى عالم النجومية هو عفويته وعشقه للعمل التلفزيوني وتفانيه في أداء واجبه بالصورة التي جعلته مطلوباً ومرغوباً من زملائه لتغطية كل الفعاليات التي تندرج تحت مظلة قناة ال art الفضائية والتي تعتبر من القنوات الرائدة بين الفضائيات التي انتشرت بصورة كبيرة في أوساط الفضائيات التي يشار إليها بالبنان والتفرد. المذيع بدر رافع استضفناه في بوح خاص ل(ملاعب الندوة) تحدث من خلاله عن بداياته وطموحاته التي يحملها بين جوانحه كما دافع عن القناة ودفع عنها بعض الاتهامات، إضافة إلى أنه قد أبدى تحسره في رده على أحد أسئلتنا حول رحيل بعض الإعلاميين عن قناة ال art، وقد اتسم حديث رافع معنا بالصراحة في الإجابة على عدد من الأسئلة التي أكد بأنها محرجة إلى حد ما، فلنتابع معا حديثه إلينا وإليكم. | من الذي قادك للعمل التلفزيوني؟ || منذ نعومة أظافري وأنا أعشق مجال العمل التلفزيوني والتعليق الميداني على وجه الخصوص، وقد كانت سعادتي كبيرة ولا توصف عندما دعاني الأخ سعيد الهلال الإعلامي المعروف للعمل في قناة ال art وقدم لي كل يد العون حتى شببت عن الطوق وبدأت أتلمس طريقي خلف المايكرفون. | ما هي طموحاتك وأنت تقتحم هذا المجال؟ || والله الطموحات متعددة ولا تحدها حدود ولا تقيدها قيود وشخصياً أرسم لنفسي طريقاً طويلاً وشاقاً يحتاج إلى الصبر والجلد من أجل بلوغ الغايات المرجوة في هذا العمل المضني والذي يحتاج فيه الفرد منا إلى أن يتسلح بالمعرفة والخبرة الميدانية والشجاعة الأدبية وثقافة الحوار خصوصاً وأنت تواجه نماذج مختلفة وشرائح متباينة في المجتمع الرياضي ولابد لك من أن تكون تمتلك كل أدوات المذيع الناجح لكي تكون قادراً على الاضطلاع بدورك بالصورة المثلى وأنا أحمل في رأسي العديد من الأفكار والآراء والتي لن أستعجل في طرحها ولكنني سأرجئ كل تلك الأفكار والأطروحات عندما أمتلك الخبرة المطلوبة التي تعينني على تنفيذ كل ما أحمله في جعبتي من أفكار ومقترحات وبرامج. | كيف كانت مشاعرك وأنت تقف خلف المايكرفون للوهلة الأولى؟ || كانت متباينة وهي مزيج من الفرح والخوف والرجفة، فقد كنت أخاف من الفشل وكنت أرتجف من الرهبة أمام الكاميرا ومواجهة الناس وإن كان ذلك من خلف الكواليس وكانت الفرحة بالوصول إلى قلوب الناس من خلال الإشادات التي تلقيتها فهي وحدها التي أزالت عن كاهلي رهبة البداية والخوف والرجفة. | لعبت للاتفاق والخليج أين وجدت نفسك؟ || ولعبت للنصر أيضاً قبل أن ألعب للاتفاق والخليج وصراحة وجدت نفسي في كل تلك الأمكنة، ولكن الإصابة اللعينة أجبرتني على ترك الملاعب الخضراء والاتجاه نحو العمل التلفزيوني الذي أحمد الله كثيراً أنه لم يبعدني عن معشوقتي كرة القدم. | ميولك الاتفاقية هل تطغى على عملك المهني؟ || الميول شيء والعمل العام شيء آخر ومهما كان انتماء الإعلامي لفريق بعينه دون سواه فهو مطالب بأن يترك ميوله الخاصة داخل جدران بيته حتى لا يفقد المصداقية عند المتلقي وبالنسبة لي فلا النصر ولا الاتفاق ولا الخليج ثلاثتهم عيون في رأسي ولكنني لا أميّزهم عن سواهم لمجرد أنني ارتديت شعارهم ودافعت عن ألوانهم فكل مذيع ناجح يبحث عن الخبر الصادق والمعلومة الموثقة والتصريحات المثيرة من كل الأندية دون تخصيص نادٍ على الآخر. | هنالك أكثر من وجه تلفزيوني ناجح هجر أسوار ال art إلى فضائيات أخرى ما هو السبب بنظرك؟ || قد تتعدد الأسباب ولكنني أقول بأن البحث عن الوضع الأفضل أو المغريات التي يتعرض لها الزملاء قد تكون واحدة من أهم الأسباب التي تجبر البعض على الرحيل من القناة والقناة ماضية في عزمها وهي تسعى في كل موسم لتقديم العديد من الوجوه الإعلامية في مجال التعليق وهذه نقطة جوهرية تحسب للقائمين على إدارة القناة والذين يسعون إلى تأهيل الكوادر السعودية حتى لو خسروا خدماتها في نهاية الأمر. | ديكتاتورية المنتج وليد الفراج التي يتحدثون عنها هل تدخل ضمن الأسباب الطاردة لأولئك الزملاء؟ || يظلمون الأستاذ وليد الفراج كثيراً عندما ينعتونه بمثل هذه الصفات فالرجل ليس دكتاتوراً وهو رجل مهني وعملي ويحب النظام ويسعى إلى تطبيقه بكل دقة لكي تسير منظومة العمل الفني والإداري بصورة انسيابية وقد لا يعجب هذا الأسلوب البعض فيصفونه بالدكتاتور ولكنه برئ من هذا الاتهام ويقيني أن الرجل قد وضع بصمته على جدار القناة المتوثبة ومن الظلم أن نتهمه بما هو ليس فيه ونحن وغيرنا استفدنا منه كثيرا فهو رجل موسوعة في هذا المجال بكل تأكيد. | الموقف الصدامي الذي تعرضت له في الموسم الماضي هل فكرت من بعده أن تهجر مجال العمل التلفزيوني؟ || لا بالعكس فذلك الموقف رغم أنه موقف مشين وغير حضاري ولا يمت للروح الرياضي بأي صلة من الصلات إلا أنه قد أعطاني دافعاً أقوى على مواصلة مسيرتي الإعلامية في مجال التعليق التلفزيوني وهو لم يترك في نفسي تلك البقعة السوداء التي تشوه جمال الثوب الأبيض الناصع فنحن اقتحمنا هذا المجال لخدمة الكرة السعودية وندرك تماماً بأننا سنواجه العقبات والمتاريس والأشواك والرجل القوي المحب لرياضة بلده هو من يتحمل كل الترهات التي تعتري مسيرته حتى يصل للهدف الذي رسمه لحياته. | هل انتهت القضية المرفوعة من قبلك؟ || لا القضية لم تنته وهي مازالت مفتوحة والمحكمة ستنظرها قريباً إن شاء الله وسيأخذ كل طرف حقه الذي سيكفله القانون. | لو تلقيت عروضاً خليجية للعمل في إحدى القنوات هل ستوافق؟ || لن أوافق بكل تأكيد، فما وجدته بين أحضان قناة ال art من الصعب أن أجده خارج أسوارها ويكفي أن أقول بأن قناة art هي من قدمتني للمشاهد وأعطتني ثقتها وقامت بتأهيلي، فهل يعقل بعد ذلك أن أعض اليد التي امتدت لي وقدمتني للنجومية وعرفتني بالناس بكل تأكيد لا بل وألف لا، ومن هنا من منبر (ملاعب الندوة) هذه المطبوعة الأنيقة أقول بأنني لن أترك قناة ال art أبداً، اللهم إلا إذا قال لي أهل القناة ومنسوبوها والمشرفون عليها «مع السلامة طق الباب ما عايزنك» ساعتها فقط سوف أحزم حقائبي وأرحل ولكن إلى أين الله أعلم؟ | بصراحة شديدة من هو المذيع أو المعلق الذي هجر القناة وترى أن رحيله كان خصما على القناة؟ || هنالك أكثر من اسم خسرتهم القناة برحيلهم وهم وبكل صدق يشكلون خسارة كبيرة لقناة ال art أمثال الأستاذ نبيل نقشبندي وعمار باحكيم وسعيد الهلال وفهد المساعد فهؤلاء كان رحيلهم مؤثراً بعد أن تركوا بصماتهم على جدار قناة ال art ولكن هذه هي سنة الحياة، فعجلة الزمن لا تقف عن الدوران ولابد من أن يرحل شخص ليأتي شخص آخر ليحل مكانه ومن كل قلبي أتمنى لهم كل توفيق وسداد في القنوات التي اختاروها عن قناعة وطيب خاطر. | كيف سيكون شكل قناة ال art لو أن قناة أخرى فازت بالنقل الحصري للدوري السعودي؟ || الدوري السعودي هو الأقوى وهو يعطي مساحة كبيرة من النجاحات لأي قناة تفوز بقصب السبق فيه وفي تقديري أن التقنية الحديثة التي انتهجتها قناة ال art في تغطيتها للدوري السعودي ستجعلها قادرة على أن تحتكر رعايته والفوز بالنقل الحصري لمبارياته ولا تنسى بأن قناة ال art تمتلك حظوظاً قوية في رعاية العديد من الفعاليات القارية والعالمية والتي تجبر المشاهد والمتلقي على التمسك ببقائه بين صفوفها ولكن هذا لا ينفي أن الدوري السعودي يبقى هو الحلقة الأهم في استمرارية أي قناة تسعى إلى النجاح ويقيني أن المسؤولين في القناة يدركون جيداً حجم ومغزى هذه الجزئية وهم قطعاً لن يفرطوا فيها مهما كان شكل التنافس الذي ستلاقيه القناة من رصيفاتها القنوات الأخرى في احتكارية الدوري السعودي. | من وجهة نظرك ماذا ينقص قناة ال art؟ || هي قناة متخصصة قدمت الكثير للمشاهد وللكرة السعودية وأرى أنها تسير بخطى راسخة نحو النجاحات المرجوة وإن كان هنالك قصور فالمسؤولون في القناة يعملون جاهدين لتلافيه، حيث إن الكمال لله وحده ولكن تبقى قناة ال art هي المفضلة لدى كل المشاهدين لتنوع برامجها ولجرأة الطرح فيها ومن ثم لأنها تستقطب أفضل المحللين والفنيين وهذا سر من أهم أسرار نجاحاتها رغم أن شهادتي في القناة مجروحة بحكم أنني أحد كوادرها العاملة. | لماذا أنت بعيد عن الصحافة المكتوبة؟ || قدمت لي عدد من العروض من عدد من المطبوعات الرياضية منها المتخصصة ومنها الشاملة ولكنني رفضت تلك العروض لسبب وجيه ومقنع وهو أنني أؤمن بأن صاحب بالين كذاب والازدواجية في أي عمل تساهم مساهمة فعالة في وأده في مهده لذلك فضلت أن أبقى مذيعاً لكي أقدم كل جهودي للشاشة الكرستالية بعيداً عن ضغوط العمل الصحفي الميداني في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة والبحث عن الخبر الطازج والمعلومة الموثقة والحوارات الساخنة و(خلينا على كده يا عمي أحسن لنا حتى لا ندوش أدمغتنا بعمل مزدوج قد يكون خصما على النجاحات التي ننشدها). | رعاية القناة للدوري السوداني هل أضافت جديداً؟ || بكل تأكيد أضافت الجديد ويكفي أن القناة قد استقطبت جهود أكثر من مليون سوداني متواجدين في دول الخليج إضافة إلى المشاهدين المتواجدين في قلب السودان فهم إضافة حقيقية لاسيما ونحن نعرف أن أخوتنا السودانيين مولعون بالكرة ويحبونها بجنون ولا يفوتون مباراة سواء كانت على الطبيعة أو عبر الشاشة البلورية، وبلا شكك فإن رعاية الدوري السوداني هي ضربة معلم للمسئولين في القناة التي لا تتثاءب. | أخيراً ماذا لديك يارافع؟ || أخيراً لا يسعني إلا أن أشكركم في (ملاعب الندوة) وأصدقك القول بأنني قارئ مواظب على صفحات (ملاعب الندوة) وأجد بين طياتها الخبر الطازج والحوار الشيق والمعلومة الموثقة، وانتهز هذه الفرصة لأؤكد عبر هذه السانحة بأنني مازلت في بداية السلم التلفزيوني وأحتاج للمزيد حتى يقوى ساعدي ويشتد عودي ولذلك لن استعجل النجاحات فهي ستأتي تدريجياً متى ما كانت هنالك مثابرة وعزيمة لا تلين ورباطة جأش وأفكر وأخطط لكي أقتحم مجال البرامج المنوعة لأقدم برنامجاً مميزاً أدخل به إلى قلوب الناس وبيوتهم ولكن ليس الآن بل بعد حين فانتظروني.