اليوم يشهد العالم أروع منظر يمثل الوحدة الحقة بين المسلمين، فعلى صعيد عرفات الطاهر يلتقي اكثر من مليوني مسلم، وإن تغايرت ألوانهم، واختلفت لغاتهم، وتباعدت أقطارهم فإن الإسلام جمعهم تحت لوائه، وهم يدعون رباً واحداً، ويستقبلون قبلة واحدة، ويهللون ويكبرون ويعظمون ويبتهلون لرب واحد.. الكل هنا يردد : لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. | في هذا الموقف العظيم، تتجه كل القلوب والأبصار الى السماء داعية الله عز وجل أن يتقبل من المسلمين حجهم، ويجعلهم من عتقائه من النار. اليوم يباهي الله بأهل عرفات أهل السماء، ففي الحديث النبوي: (إن الله يباهي بأهل عرفات اهل السماء فيقول لهم: انظروا الى عبادي جاؤوني شعثاً غبراً من كل فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم). وفي الحديث الشريف: (من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) فما أعظمه من أجر، وما أطيبها من حياة جديدة يعود اليها المسلم (نقي الضمير، خالصاً من كل الشوائب والأكدار) فلله الحمد والشكر والمنَّة وعلينا معشر المسلمين أن نكون خاشعين لله، صادقين في توجهنا اليه سبحانه، وليكن ذكر الله اكبر وأعظم من أي شيء، يقول الله تعالى : (واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) الأعراف الاية 205. يقول د. اسماعيل عبدالكافي : (تبدو عظمة الاسلام في ذكر الله عز وجل، وكيف لا؟ وبذكر الله تطمئن القلوب وتهدأ النفوس، وذكر الله أعظم علاج للنفس البشرية وأمراضها المتعددة، فذكر الله بأي شكل، وبأي صورة، يؤدي الى راحة النفس واطمئنان القلب والفؤاد وسلامة البدن، وزيادة مساحة العلم والتفكير والتدبير والعمل. وتبدو عظمة الإسلام في ذكر الله من خلال كتاب الله عز وجل، ومن خلال السنة النبوية المطهرة، وفي جملة من بيان فضائل ذكر الله والحث عليه..). | وذكر الله أفضل الدعاء (لأنه تمجيد الذات العليا للخالق الأحد الفرد الصمد. والله يمنح الثواب العظيم والأجر الكبير للذاكرين والذاكرات). وتذكر أخي الحاج ان الدعاء في هذا اليوم العظيم من الأمور المهمة، (وأن ذكر الله وحمده والثناء عليه يجعل الدعاء مستجاباً، وأن أفضل أنواع الذكر القرآن الكريم ثم التسبيح والتهليل والثناء على الله، ثم انواع الادعية)، وبالله التوفيق. أدعية جامعة (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار). (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب). (ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنَّا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار). (ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)..