تعودنا في أنظمة المستشفيات والمراكز الصحية لدينا على وجود العنابر الجماعية، إذ ما يلاحظ عند دخول غرف المرضى في أغلبها تزيد من ستة إلى عشرة أو أكثر سريراً، مقسمة إلى أجزاء أو عبر أجزاء تفصلها ستائر القماش الداكن، ولا أعرف لماذا استمر الوضع كما هو عليه في البناء والتصميم، رغم مرور سنوات طويلة على هذا النظام؟! لكن الدهشة تنطلق من عدم راحة المريض ذاته، فغالباً ما يشتكي المرضى من وجود آخرين معهم؟! فتجد من يئن من شدة المرض؟ وتجد من يتألم ويصرخ؟! وثالث يهذي طوال الوقت، ورابع في حالة أخرى؟! والكل لن يرتاح طالما لم يجد الوسيلة التي تضعه في موقع أكثر راحة واطمئناناً. وقد لاحظت أثناء زياراتي للعديد من المستشفيات أثناء زيارة مريض كل الأسباب التي تجعل من الضرورة تحتم بالتغيير إلى إيجاد غرف مفصولة وصغيرة عن بعضها حتى ينال كل مريض العناية والراحة التي يمكن أن تسعده؟! ولا أعرف لماذا لاتفكر وزارة الصحة وحتى بعض المستشفيات الخاصة رغم قلتها في دراسة جديدة لمنشآت المستشفيات وفق أنظمة أكثر راحة؟!. وقد قرأت تقريراً جيداً ذكره الدكتور حسن استشاري باطنية وقلب في مركز الأمير سلطان بالرياض نشر في مجلة صحتك الصادرة عن الشرق الأوسط عن ضرورة تغيير نظام العنابر إلى نظام الغرف الصغيرة المتعددة وبالامكان تحديد بعض منها كعنابر في حدود من اثنين إلى أربعة أسرة ولكن يجب على الوزارة أن تعيد عملية المنشآت للمستشفيات وفق مفهوم عملي ووظيفي يريح الأصحاء وغيرهم في المستويات المختلفة من الأمراض التي يعانون منها فهناك من المرضى من ينام في وقت وآخر يظل مستيقظاً وهناك من تأتيه نوبات نادرة من المرض والصرع. ان الاحتياجات العلاجية كما ذكر التقرير للسكن الجماعي حضره أكثر من أن تكون نافعة للصراخ والأنين والزوار والنوبات والحالات، واستعمال دورة مياه واحدة.. إلخ، ففي فرنسا وأمريكا وبريطانيا وهولندا والنرويج وغيرها من الدول بدأت في تغيير أنظمة الغرف من جماعية إلى مفردة نتيجة الدراسات البحثية التي أكدت على ضرورة ايجاد مستشفيات جديدة ذات تقنية عالية رقمية والكترونية حتى في تناول العلاج من الطبيب إلى المريض، والعكس. وذكرت مجلة جمعية الطب الباطني الأمريكي أنه من الأفضل للمريض في الراحة أن يتلقى علاجه في غرفة منفردة، حتى يكون أيضاً تساوٍ وعدالة بين من يستطيعون الذهاب إلى غرف خاصة بأن تكون جميعها على مستوى واحد كما أن نظام الغرفة والسرير الواحد يقلل من احتمالات الاصابة بالميكروبات والتلوث أثناء وجوده في المستشفى، وأن ثمة أدلة علمية على أن تواجد المريض في غرفة خاصة يقلل أيضاً من احتمالات حصول أخطاء طبية في تقديم الأدوية للمرضى ويستطيع الطبيب أن يتحدث إلى مريضه وإلى بقية أفراد أسرته مع حفظ الخصوصية في الكلام عن حالته الصحية، كما أن للغرف المفردة أهمية في عدم نقل العدوى من مريض إلى آخر وهذا ينطبق على الغرف المخصصة للولادة وتفريدها، إن غرفة منفردة للمريض سوف تعطيه أماناً أكثر، وهدوءاً أفضل وصحة أسرع بإذن الله فما رأي الوزارة؟!.