تركت العربة وأخذت (تاكسي) إلى فندقي ولم أكد أخطو إلى الداخل حتى أبصرت (جانيك) ممرضتي ولكوني كنت محتلاً بشخصية (دنوفان) فإنني لم التفت اليها وقد ادركت هي ذلك لسابق علمها بتفاصيل التجربة. وذهبت رأساً إلى غرفتي وتبعتني (جانيك) إليها وتوقفت عند المدخل وأخذت تنظر إلي في خوف كبير فقد لاحظت التغيير الكبير الذي اعتراني وأدركت أني تحت تأثير (دنوفان) المباشر، وحاولت جاهداً أن ألفت نظرها إلى وجود بعض المذكرات داخل المكتب عسى أن تقرأها لتدرك مدى ما وصلت إليه تجربتي وأن هذا الوحش الذي احتضنته لابد أن يعدم، وكأنما أدرك (دنوفان) ذلك فشعرت بشعوره بكثير من الخوف وعدم الثقة وقلت للممرضة (جانيك) بصوت فيه الكثير من الخشونة وعدم اللياقة: ماذا تريدين؟ إني اريد أن أبقى بجانبك ولاتنس أني بجانب كوني ممرضتك فإني زوجتك رغم الجفوة التي سادت بيننا وقتاً طويلاً. اني احذرك من نفسي ولا بد أن تكفي عن مطاردتي اتركيني واذهبي إلى والدتك إلى حيث تشائين دعيني لوحدي. وقد فعلت فتركت لي الغرفة وأويت إلى سريري متعباً مجهداً وبعد فترة وجدتني أعود إلى شخصيتي المستقلة فشعرت وكأني تخلصت من عبء ثقيل كما شعرت بسرور عظيم وأردت أن اتأكد من ذلك فطفقت أحرك يدي وقدمي كطفل صغير ونهضت صوب الباب لأتحدث إلى (جانيك) وما كدت افعل حتى عاودني (دنوفان) ليحتل جسمي مرة أخرى وهكذا لم أتمكن من عمل أي شيء وعدت إلى سابق حالي وقد استنبطت لحالتي هذه اسماً ينطبق تماماً والأمر الواقع فأطلقت على نفسي اسم الجسم المحتل فان دنوفان كان يستعمرني بكل مافي هذه الكلمة من معنى إذ هو الذي كان يسيرني حسب اهوائه، لانفذ له اغراضه التي لايستطيع أن يمارسها هو علانية فيتخذ جسمي المستعمر كأداة للتنفيذ وفجأة أخذ التلفون يرن في اصرار عجيب وتناولت السماعة وكان على الطرف الآخر (شرات): ياعزيزي باتريك لقد حاول أحدهم أن يسيء إلى النسيج حاول أن يعدمه ولكن ياللهول أن الفاعل قد صعق أمام الحاضرين إذ توقف قلبه عن الحركة كما لو صعقه تيار عال ولكن كيف تفسر حدوث ذلك؟ إني أميل كثيراً إلى القول إن هذا النسيج الآدمي هو الذي صرعه تماماً كالتنويم المغناطيسي إن صح هذا فإن معناه أن النسيج الآدمي أصبح وحشاً ضارياً هل تسمعني يا (بات)؟. وأجبته أن نعم واني اسمعه جيداً وفي الواقع ان الذي كان يسمعه ويرد عليه (دنوفان) واستطرد شرات: ولكن كيف هذا الرجل بما يحويه الحاضن الصناعي؟ ومن ارسله؟ ولماذا حاول ذلك؟ لقد وجدت معه رخصة قيادة سيارة وبها اسمه وهو. . (هيرب يوكوم) اليس كذلك؟ لابأس انه شخص حقير ولايستحق أن تكلف نفسك عناء الحديث عنه كان يجب أن يبقى في كوخه الحقير. هكذا أكمل دنوفان الجملة الأخيرة من كلام شرات حيث ذكر اسم الرجل على لساني ابتدت الدهشة بصديقي شرات ولكني اقفلت السماعة رغم ارادتي حسب أمر دنوفان. الآن فقط أدركت لماذا شعرت بشخصيتي المستقلة أول الليل إذ إن دنوفان تركني ليتخلص من يوكوم الذي حاول قتله مسكين (ويوكوم) لقد حسب أني سأقاضيه فعلاً فأراد اعدام الدليل المادي.. وهنا تكشفت لي حقيقة خطيرة فإن هذا النسيج الآدمي يستطيع أن يرتكب جريمة القتل دون استعمال أداة أو يد كم هو فظيع ذلك الأمر وجريمة الأمس التي كاد يرتكبها بقتل الفتاة لو أنها حدثت وماتت الفتاة إذا لذهبت أنا إلى الكرسي الكهربائي ولكان دنوفان واصل حياته الطفلية في جسم مخلوق آخر بائس.