قبل أيام بدأ الوسيط الافريقي ثابو مبيكي جهوده لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بدفع الطرفين السودان وجنوب السودان إلى التفاوض من أجل حل القضايا العالقة بينهما والتي حدد لها المجلس ثلاثة أشهر. بدأ مبيكي مهمته في الخرطوم والتقى الرئيس السوداني وبعض المسؤولين ووقف على رأي الخرطوم بشأن المفاوضات أنها لا تمانع من البدء في المفاوضات ولكن اشترطت مناقشة الملف الأمني أولاً. ثم انتقل مبيكي إلى جوبا لاكمال مهمته ولكن جوبا كان لها رأي مغاير إذ إنها تريد الدخول في مفاوضات من دون أن تكون هناك شروط مسبقة. وأعلن كبير مفاوضي جنوب السودان بافان أموم أن جوبا ترفض المفاوضات إذا تمسكت الخرطوم بشروط مسبقة. هذه تبدو عقدة في انطلاق المفاوضات ولكن الوسيط الافريقي يبدو متفائلا بأن المفاوضات ستنطلق حيث يرى أن الوصول إلى اتفاق بين الطرفين سيفتح الطريق أمام علاقات مشتركة تستند على المصالح .. إذ إن مبيكي يرى ضرورة توصل الجانبين إلى (نقطة التقاء) لانجاح المفاوضات. وفي الغالب أن تتوج جهود مبيكي باطلاق المفاوضات مع استبعاد التلويح بعقوبات في الوقت الراهن لأن التلويح بالعقوبات ليس من شأنه الا أن يباعد بين أطراف الصراع.