مقاطعة سوريا اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرباط بالمغرب الذي يبحث الأزمة السورية ، يشي بتعقيد الحل داخل البيت العربي الذي طالما دعت وسعت إليه دمشق علناً وسراً بعيد التصعيد والتلاسن والتراشق الكلامي غير الدبلوماسي بين مندوب سوريا في الجامعة العربية ووزراء خارجية عدد من الدول العربية. العيون التي كانت معلقة على اجتماع الرباط كمخرج للأزمة ، يبدو أنها تشخص طويلاً بسبب تعنت النظام السوري الذي بات معزولاً سياسياً واقتصادياً وعربياً وغربياً. قراءة نظام الأسد للأحداث أنه مازال ينظر بعين الريبة لكل مسعى عربي يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه ، ويبدو أنه فسر رفض مجلس التعاون الخليجي دعوة سوريا لقمة طارئة ، بطريقة خاطئة تحمل في طياتها (نية مبيتة) رغم ايضاح (التعاون) بأن مجلس جامعة الدول العربية في حالة انعقاد لحل الأزمة السورية. إن مأزق المواجهة بين النظام السوري من طرف ، والشعب السوري وجامعة الدول العربية من الطرف الآخر ، بات واضحاً لا تخطئه العين ، وتلاعب سوريا بتقطيع الوقت بما تعهدت به للجامعة العربية بإيقاف مظاهر القتل والتنكيل ، أمر أكثر من محرج ويضع الجامعة العربية أمام خيارات صعبة خاصة مع انتهاء فترة المهلة الزمنية المعطاة لتطبيق الخطة العربية ، رغم أن سلوك (الشبيحة) مايزال يمارس القتل والترويع للشعب السوري وبدم بارد ، وبالأمس حصدت الآلة العسكرية والأمنية 16 قتيلاً من المدنيين. الأجواء غائمة ومحتقنة وتخيم عليها السوداوية على المشهد السوري الذي ظل يرتبك في تصرفاته وقراراته وتصريحاته التي تجره عاجلاً أم آجلاً إلى مستنقع (التدويل) مما يخشى تكرار السيناريو الليبي ، رغم أن الشارع السوري يرفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي.