في ظل سياسة التسويف وعدم الرغبة في إصلاح حقيقي وجذري من قبل النظام السوري يبدو أن كل الأمور تتجه في مجملها إلى تدويل الأزمة السورية في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بإحالتها إلى مجلس الأمن بعد أن تزايدت احتمالات فشل بعثة المراقبين التي أرسلتها الجامعة العربية إلى دمشق لاحتواء الموقف وإيقاف العنف المتزايد. .. وإذا ما حدث التدويل وأصبحت الحالة السورية حالة دولية، فإن الوضع سيزداد تعقيدا بالرغم من وجود فرصة كبرى حتى الآن لجعل حل الأزمة السورية حلا عربيا وتحت مظلة الجامعة العربية، غير أن مراهنة النظام السوري على الوقت واستمرار أساليب المراوغة هو ما جعل الأمور تندفع في اتجاه التدويل. إننا أمام مشهد سوري يقف بين لغة نظام بات منعزلا ولا يملك رؤية شاملة لتقدير ما يدور حوله وشعب يتعرض للقتل والإقصاء فيما الأزمة السورية في مجملها قد تصبح أمام الهيئات والمنظمات الدولية، وهو ما يجعل النظام السوري أمام مواجهة ومحاكمة العالم، وإذا ما تحققت مسألة التدويل فإن ذلك يعني فشل النظام العربي ممثلا في الجامعة العربية في إيجاد حلول جذرية لمجمل القضايا العربية المعقدة.. وهو ما يعني بالمقابل أن هناك أزمة حقيقية ليس لبعض الأنظمة العربية ولكن للنظام العربي في مجمله.