الحج فريضة إسلامية عظيمة تتجلى فيها الكثير من المعاني السامية من التلاحم والتعارف والوحدة والتضامن بين المسلمين والبعد عن التباغض والتحاسد وكل ما من شأنه أن ينال من تلك الأخوة الإيمانية الرائعة التي يسطرها المسلمون في أيام الحج وما بها من أجواء إيمانية روحانية عالية. ولكن حتى يتحقق هذا السمو الوجداني والتلاحم الحقيقي لابد وأن ينصرف الحاج بكليته إلى هذه العبادة بقلب نظيف لا يشغله الا أداء الفريضة وطلب الرضوان والمغفرة في هذه الأيام المباركة. انطلاقاً من هذا جاء تحذير سماحة المفتي من اتخاذ الحج ميداناً للمهاترات والمساومات والمقاصد السيئة ، فمن يسعى إلى أن يجعل من هذه الفريضة ميداناً للمهاترات فهو يسعى إلى أن ينصرف بهذه الفريضة من رسالتها وغايتها وهو سعي منحرف ... ولذلك فإن هذه الدولة المباركة التي آلت على نفسها الحفاظ على أمن الحج والحجاج ستقوم بواجبها حتى ينعم ضيوف الرحمن بالأمن والأمان في كافة تحركاتهم وحتى يعودوا سالمين غانمين بإذن الله إلى أوطانهم. هذا واجب الدولة ولن تتهاون فيه أبداً.