قال سماحة المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ :» إن الله تعالى لم يجعل فريضة الحج ميداناً للمهاترات، والمساومات، ورفع الشعارات الجاهلية، والسعي لتحقيق مصالح خاصة، وأهداف معينة، أو استغلاله لأغراض وأجندات سياسية، أو دعوة مذهبية مقيتة، أو غير ذلك من الأهداف والمقاصد السيئة التي تصرف الحج عن وجهته الشرعية، وتجعله بعيدا كل البعد عن قدسيته وروحانيته، وأن الله تعالى جعل الحج مناسبة عظيمة للوحدة والتضامن بين المسلمين كافة، وتجسيد معنى الأمة الواحدة، ليكون اجتماع الحجاج في هذه المشاعر المقدسة سبباً في تأليف قلوبهم، وجمع كلمتهم، وتعارف بعضهم على بعض، وتقوية أواصر المحبة والمودة بينهم». وحثّ سماحته في كلمةٍ وجّهها لضيوف الرحمن عبر وكالة الأنباء السعودية على اغتنام فرصة الحج لتحقيق هذا المقصد العظيم ، وهذه الغاية الشريفة، وجعله سبيلاً للتلاحم والتعارف والوحدة والتضامن بين المسلمين ، والبعد عن التباغض والتحاسد، والبعد عن كل ما من شأنه أن ينال من تلك الأخوة الإيمانية بين الحجاج، وإيقاع العداوة والشحناء في صفوفهم. وقال سماحته: « اعلموا أيها الحجاج بأن الله تعالى سخّر قادة هذه البلاد المباركة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وحكومته الرشيدة لخدمة بيته الحرام، ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، فأمّنت السبل، ويسّرت الوصول إلى الحرمين الشريفين، وهيّأت كل ما فيه تيسير أداء مناسك الحج والعمرة لضيوف الرحمن». وأضاف: « وأنتم تشاهدون ما تنعم هذه البلاد المباركة من الأمن والأمان، والنعم الوافرة، والرخاء، ورغد العيش، وتوفير جميع الإمكانيات التي تمكّن الحجاج من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وحكومة المملكة وفقها الله وضعت جميع إمكانياتها وطاقاتها البشرية وقواتها في خدمة الحجاج، من تمهيد الطرق، وتنظيم السير في الشوارع والطرقات، وغيرها من التسهيلات الكبيرة، والخدمات الجليلة في داخل الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة في منى، وعرفات». وبيّن أن وجود هذه التسهيلات والخدمات في الحرمين الشريفين جعل مسلمي العالم يتشوقون لزيارة هذه البقاع المقدسة، وهو الأمر الذي جعل عدد الحجاج يزداد كل سنة من ذي قبل، منوهاً بأنه مع كل هذا الازدياد والكثرة في عدد الحجاج والمعتمرين إلا أنه بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين لا يلاحظ أي مشقة أو معاناة أو مشكلة أو خلل في أمر الحجيج، ولا نقص في الخدمات اللازمة لهم. وعدّ سماحته هذا دليلاً على حرص ولاة الأمر في هذه البلاد على العناية بشؤون الحرمين الشريفين، وتقديم كل ما من شأنه راحة لضيوف الرحمن وحجاج بيته الحرام.