قال المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: «إن الله تعالى لم يجعل فريضة الحج ميداناً للمهاترات والمساومات، ورفع الشعارات الجاهلية، والسعي لتحقيق مصالح خاصة، وأهداف معينة، أو استغلاله لأغراض وأجندات سياسية، أو دعوة مذهبية مقيتة، أو غير ذلك من الأهداف والمقاصد السيئة التي تصرف الحج عن وجهته الشرعية، وتجعله بعيداً كل البعد عن قدسيته وروحانيته». وأكد آل الشيخ أن «الله تعالى جعل الحج مناسبة عظيمة للوحدة والتضامن بين المسلمين كافة، وتجسيد معنى الأمة الواحدة، ليكون اجتماع الحجاج في هذه المشاعر المقدسة سبباً في تأليف قلوبهم، وجمع كلمتهم، وتعارف بعضهم على بعض، وتقوية أواصر المحبة والمودة بينهم». وحض في كلمةٍ وجّهها الى ضيوف الرحمن عبر «وكالة الأنباء السعودية» على «اغتنام فرصة الحج لتحقيق هذا المقصد العظيم وهذه الغاية الشريفة، وجعله سبيلاً للتلاحم والتعارف والوحدة والتضامن بين المسلمين، والبعد عن التباغض والتحاسد، والبعد عن كل ما من شأنه أن ينال من تلك الأخوة الإيمانية بين الحجاج، وإيقاع العداوة والشحناء في صفوفهم». وأضاف المفتي: «اعلموا أيها الحجاج أن الله تعالى سخّر قادة هذه البلاد المباركة وعلى رأسهم خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة لخدمة بيته الحرام، ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، فأمّنت السبل، ويسّرت الوصول إلى الحرمين، وهيّأت كل ما فيه تيسير أداء مناسك الحج والعمرة لضيوف الرحمن، وأنتم تشاهدون ما تنعم به هذه البلاد المباركة من الأمن والأمان، والنعم الوافرة، والرخاء، ورغد العيش، وتوفير جميع الإمكانات التي تمكّن الحجاج من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وحكومة المملكة وفقها الله وضعت جميع إمكاناتها وطاقاتها البشرية وقواتها في خدمة الحجاج، من تمهيد الطرق، وتنظيم السير في الشوارع والطرقات، وغيرها من التسهيلات الكبيرة، والخدمات الجليلة في داخل الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة في منى وعرفات». وبيّن أن «وجود هذه التسهيلات والخدمات في الحرمين الشريفين جعل مسلمي العالم يتشوقون لزيارة هذه البقاع المقدسة، وهو الأمر الذي جعل عدد الحجاج يزداد كل سنة عن ذي قبل»، منوهاً الى أنه «مع كل هذا الازدياد والكثرة في عدد الحجاج والمعتمرين، إلا أنه بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل جهود حكومة خادم الحرمين لا تلاحظ أي مشقة أو معاناة أو مشكلة أو خلل في أمر الحجيج، ولا نقص في الخدمات اللازمة لهم».