عباد الله خلقوا ليكونوا مسخرين ومذلولين وطائعين لعظمة مولاهم مالك الأمر والشأن عز وجل. هي مشيئته وإرادته وأمره المطاع والمنفذ. قال تعالى: (ذلك تقدير العزيز العليم) سورة يس الآية 38 .. والعبادة هي أفعال وأعمال يؤديها الإنسان المؤمن بصدق وإخلاص فهو يعلم تماماً أنه ما خلق إلا ليعبد الله ولا يشرك به شيئاً. والعمل لكل الشرفاء هو بيئة ومكانة وأداء يهدف كل مخلوق منه التكسب والربح والرزق الحلال وفي هذا يؤدي عبادة شاملة لمعبوده الذي لا إله سواه يبتغي من عمله أياً كان مجاله وموقعه وحجمه , الرضوخ والأمل من ربه ويتحرص ويدرك تماماً ان الرقيب عليه في السر والعلن هو الله. فيقتنع ويجد ويكد ليسعد ويلبي كل احتياجاته الزاتية والمادية والمعنوية وحاجاته النفسية والبدنية ليعيش آمناً كباقي البشر فهو عندما يشعر بجده وادائه لعمله يرى شخصيته ومكانته ونفسه فيما أسند له من تنفيذ أعمال أوكلت له في العمل وأداها بثقة ومثابرة نال من كل ذلك أهم مطالب الحياة التي تعف كل إنسان وتغنيه عمن سواه وجب عليه أن يعي ويدرك كيف يتوجه ملزماً ومنفذاً وظيفته أو مجاله الذي تخصص فيه. فالعمل والعبادة في الدين الإسلامي الحنيف وهو الدستور والمنهج والذى يصلح البشرية الموحدة بالله فى كل زمان ويرضى الله بهذا الدين على عباده ويرضى المعبود عن مولاه فالعمل والعبادة لا يفترقان ولا يتعارضان ولا يستغني كلاهها عن الآخر وصدق قول الحق الكريم قال تعالى (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الانهار) سورة البقرة الآية 25.. فالعبادة لدى المؤمنين عمل والعمل لديهم عبادة وفي الدستور الحكيم الذى أنزل بأمر الله لا تكاد تجد فيه آية شريفة تدل على العمل إلا ومصحوبة بالايمان , أو آية تدل على الايمان إلا ومصحوبة بالعمل. فيا عبد ان اطعت ربك حفظت نفسك وإذا أديت فرائضه وواجباته وكل عباداته عليك صنت وعززت وحميت إنسانيتك وكنت إنساناً صالحاً ترتجى رحمته وجوزيت وفزت بنعمه سبحانه وجناته , وفي الدستور الحكيم المنزل بأمر الله قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) سورة التوبة الآية 105.. والعمل يستوجب الاخلاص وعدم التهاون والاستهتار به وأن يجتهد كل عامل مع الاتقان ويجعل من عمله ثقافة وعلماً وتعلماً وإبداعاً ومهارة وقدرات فائقة يبذلها ليحقق منها أهدافه وطموحه وإبداعه. ولا ينسى ان اليد التي تعمل أسمى وأعلى رفعة من اليد التي تستجدى لشفقة البشر.