السلطة : وهى تعني السيطرة التى نحتاجها لكي نتحكم فى أنفسنا فهي ضرورية لحياتنا الجماعية والتى لا غنى لأي انسان عنها , والسلطة فى لغتنا العربية الخالدة ولغة الأصالة والشمول: يقصد بها التسلط والتحكم. وأهم مقوماتها الأساسية القوة المستمدة والمأخوذة من قبول المجتمع أمراً أو خوف الخضوع لها وتتطلب من السلطان أو المتسيد العمل والأمانة والنزاهة والبعد النظرى الثاقب لكل محدثات الامور ورجاحة العقل والحكمة والقدرة والإلمام بالتعرف على احتياجات الجماعة وتحقيقها لهم واضفاء الطمانينة والشعور بالخضوع الطوعي والارادي للقائد الذى يتزعمهم ويتولى زمام شؤونهم ويسوسهم ويرعاهم . أما ان كان هذا القائد والمسؤول عنهم سواء الوالد أو المدير او من بيده السلطة عليهم انسانا متسلطاً ومستبداً فيهم , يتخذ القوة منهجاً ودستوراً على من هم تحت امرته أو دونه فيظلم هذا ويقهر الآخر ويستبد بالباقين بما يطيب ويحلو له فحال هذا المتسلط لن يدوم طويلا وسيؤول ظلمه وبطشه فى نهاية الأمر عليه ويوقعه فى شر أعماله ويجعله جانياً على نفسه ويكون هلاكه وحتفه بسقوطه فى بركة آسنة لا يقوى أو يتمكن من السباحة فيها والنجاة بروحه مهما كانت مهارته وبراعته ودهاؤه الا دمارا له وضرباً من ضروب العارعليه وانتحاره والعياذ بالله من مثل هذا المصير.صحيح ان النفس قد تأمر صاحبها بالسوء ويطوعه شيطان هواه فيجالس أهل الفساد ويسلك مسالكهم ويكون فى حالته هذه مخلوقاً أبعده انغماسه وولوجه دهاليز الانحراف والرذيلة والوقوع فى المعاصى والمحرمات عن طريق الهدى وبقدرة ربه وخالقه عندما يفيق من غيه ويعود اليه سبحانه معترفا بما جناه, من معاصٍ وتوبة وندم ويطلب من مولاه التوبة والمغفرة فيجده علا شأنه غفورا رحيما يسامح عبده التائب , هذا انسان ألحق الضرر والأذى لشخصه. فكيف بعبد لا حيلة له أو امر بان يتسلط على بشر أضعف منه بسطوته وتعسفه وجبروته مستغلا ارواح الخليقة المؤمنة والمسالمة والتى تهاب بطشه وتخاف منه وتخضع قسراً له. أنسي هذا الواهم الجبار قول المعبود الواحد والذى لا إله سواه , قال تعالى ( أيحسب الانسان ان يترك سدى ) الايه ( 35 ) سورة القيامة , وقوله جل جلاله ( ان بطش ربك لشديد )الآية (11 ) سورة البروج. ويلاه هذا المتكبر من عذاب مالكه, الحرمان من الجنة الا برحمته سبحانه والخلود فى جهنم بإمرته. فالله الحليم حرم الظلم على نفسه الإلهية وجعله محرما على عباده. ولنتذكر جميعا عظمة معبودنا انه القدوس ارحم الراحمين غفور رحيم وانه سبحانه شديد العقاب ولا أحد ينازعه فى حكمه. قال صادق وحكيم رحمه الله ( لا تظلمن اذا ما كنت مقتدراً ,., فالظلم يأتيك آخره بالندم.. تنام عيناك والمظلوم منتبهاً ,, يدعو عليك وعين الله لم تنم ) إلهي غفرانك لي سيدى ولوالديَّ والأئمة وعامة المؤمنين والمسلمين.