الإيمان بالله الواحد الأحد ووحدانيته وعبوديته هي رسالة جميع انبيائه ورسله الذين بعثهم الحق سبحانه وتعالى لهداية خلقه ولطاعته والخضوع له وعبادته بدون شريك أو وسيط. والطاعة من العبادة تحتاج الى قوة ايمان وصبر وتحمل ووقت وهي أهم ميزات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. صبروا وتأذوا وعانوا القسوة والضرر والسخرية والعداوة من أقوامهم ومن بطش العصاة والكفار والمشركين ومن تسلطهم ومحاربتهم ساعة متذرعين بعدم وجود أدلة على رسالاتهم وتارة تعصبهم لآلهتهم المزعومة والمصنوعة بأيديهم والتي وجدوا آباءهم وأقوامهم السابقين يعظمونها ويؤمنون بها. انه الضلال الكبير الذي عاش فيه البشر قبل ان يبعث الله فيهم الرسل ليهديهم وينجيهم من الفتن والسعير. والايمان صبر وشكر وكان مهما وواجبا على كل انسان مؤمن مدركا لهما ويعرفهما تماما ولا يحيد عنهما ويتخذهما (الصبر والشكر) منهاجا ونهجا ودستورا وطريقاً يدعوه لمعرفة الهه وربه المعبود. فهو بعزته موجود في الكون وفي الحياة والدلائل على وحدانيته والوهيته جلية ولا تحصى ولا تعد كلها تشير اليه بانه الله الذي لا خالق ولا معبود ولا محيي ولا مميت الا اياه. والمرء العاقل يجد ان في الايمان والصبر والشكر حياة لا يتلذذ ويتذوق طعمها الا الذي الهمه ربه جل جلاله ليتعايش فيها ومعها بادراك ووعي ويقين صادق وان الله معه في كل وقت وفى جميع امور حياته هو حافظه وفي قلبه وفي عقله وفي وجدانه يراه جل قدرته في عمله وعباداته معه في السر والخفاء والعلن فيزداد تعلقه بربه. يجد في الصعاب والشدائد والكرب والهموم وشقاء العيش آن ملقاتها وعندما يلجأ لخالقه ويطلب منه يناجيه ويسأله الرحمة منه والفرج والعون فيكرمه الله بعطفه وتسهيل كل الأمور له وتقضى احتياجاته بيسر وبراحه فالله معه ومن كان الله معه فلا يضام ولا يحزن ولا يضل ابدا. قال تعالى (والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم) .في الايه الكريمة يدل الصبر هنا على حبس النفس بطوعها ورغبتها وارادتها ان فعلت شيئاً او تركته ابتغاء وجه الله العظيم ورضاه , والصبر صبر : على طاعة الله.. .. وصبرالخضوع والقبول على الاقدار المؤلمة التى قدرها وأمر بها رب العزة والجلال على خلقه فلو قلنا أو فعلنا شيئاً طائعين له سبحانه محتسبين الأجر عنده ومنه مالك الامر والشأن دخلنا في طاعة الله ولو تركنا فعل هذا الشيء لان فيه خوفا من غضبه والتزاماً لنهيه وابتعدنا عن كل ما لا يرضيه سبحانه نجينا من معصيته وأما الصبر على الأقدار الشاقة فيكون عندما يصبر المرء على كل الامور المؤلمة التي يتعرض لها ويجدها فى الحياة فيلقاها بقوة ايمان ورحابة ومتيقنا راضيا بما قدره الله عليه هنيئا له الفوز والجزاء العظيم الذى وعده به مولاه والدليل على ذلك قال تعالى ( ولربك فاصبر ). وقد اثنى الله سبحانه وتعالى على العباد الصالحين من ذوي العقول والالباب والمقيمين الصلاة والمؤدين الزكاة والصابرين على ما لاقوه من ظلم وعداء وبطش فالصبر هنا يدل على الخلق الرباني للصفات الالوهية التي وصف بها الله لهؤلاء الامة المؤمنة. فهم بامره اطاعوه لانهم احبوه واتكلوا عليه وعرفوا الحقيقة الالهية بقلوبهم للوصول إليه . ومن أهمية الصبر ابراز الاخلاق القرآنية الواردة في الدستور الحكيم ليتحلى بها العبد المؤمن في حياته الدنيا وتكون له النجاة في يوم الحساب من هلاكه ودخوله النار ومن أهمية الصبر تنزيه الله سبحانه وتعالى ان يفعل عبثا او ان يخلق سدا بل كل فعله سبحانه موافق لحكمته وارادته ووحدانيته فله سبحانه في المحن والمصائب والبلايا والكوارث شأن وانها اقدار تدل على من صبر عليها وحمد وشكر حظي بأجر لا يناله الا الصابرون على ما ابتلاهم ربهم به ونالوا الثواب والجزاء نتيجة صبرهم.