درجت بعض الفضائيات على تخصيص برامج للفتوى المباشرة حيث تكون الاجابة على الاسئلة المطروحة من المشاهدين فورية من المفتي الذي تعرض عليه، وبالتالي فهذه الفتاوى المباشرة يرى البعض ان لها خطورة أكبر وذات آثار كثيرة من التي يرجع فيها الى المصادر والمراجع او يستشار فيها اهل العلم والخبرة والمعرفة وهي تحتاج الى علم ثر وثقافة واسعة ودراية بمقاصد الشريعة ولا شك أن ما تقدمه الفضائيات يمكن ان يصب في الخير أو في الشر، واذا لم يتم ضبط الفتاوى الفقهية التي تبثها بعض الفضائيات فان آثارها السلبية تكون أعظم من فوائدها خاصة اذا تعلق الامر بالمشاكل الاجتماعية وهي الغالبة في الطرح عبر الفضائيات، فكيف يجيب عليها من سئل دون ان يستند في اجاباته على مرجعية شرعية فلابد ان يشترك في الفتاوى علماء الأمة واهل الذكر والخيرة. (الندوة) استطلعت آراء عدد من الكتاب حول ما تبثه بعض الفضائيات من فتاوى لا تستند في ردودها على استفسارات المشاهدين على مرجعية شرعية مؤهلة. في البداية يقول الدكتور عبدالعزيز قاسم هناك جانبان في القضية فجانب ان معد البرنامج الفضائي يتقصد استضافة ذوي الافكار المنحرفة ليتحدثوا عن الاسلام ويحرفوا في احكامه، وجانب ان الشيخ قد يكون مقبولاً ولكنه يخطىء في المسائل التي يسأل عنها. فاللوم يقع على القناة في الحالة الاولى وخصوصاً اذا تكررت الاستضافات المشبوهة لهذه الشخصيات المجدفة بحق الدين، ولا حل لذلك الا بتفعيل ميثاق الشرف الاعلامي ومحاسبة القناة التي تكرر هذا الفعل من قبل الدولة التي تبث منها. ويرى عبدالله الخطابي انه كان في المدينة صفوة الأمة خيار الناس فاذا جلسوا في المجلس وجاء من يسألهم عن أي مسألة أو قضية.. يحولون هذه الفتوى بعضهم على بعض احساساً في الواحد منهم بانه ليس اهلاً لها وان من جلس الى جواره وهو اولى منه، وهذا حال صدر امتنا الاسلامية العريقة الصادقة. أما الآن فيحدث العكس تماماً اناس (للأسف الشديد) تهرف بما لا تعرف، وتضع الأمر في غير مكانة ونسينا أنفسنا حتى الجهلة منا كذلك المتعلم وطالب العلم، وقد أصبح كل منا يعرف معرفة لا حدود لها، وبالتالي من يعلم كثير ومن يتصدر الفتوى لا يعد ولا يُحصى، وكان السبيل الى ذلك التوجه الى وسائل الاعلام، وهذه الفتاوى لا ترجع الى مرجعية شرعية في الفضائيات والبث الارضي والمذياع والصحف والمجلات. لذلك الذي اراه ان الأمة يجب أن تجتمع واقصد بها علماءنا الثقاة ليتدارسوا هذا الموضوع ويتركوا التاريخ والجغرافيا جانباً حتى يتعايشوا مع عصرهم الحالي.