انتقل إلى رحمة الله تعالى في أوائل أيام عيد الفطر المبارك لهذا العام 1432ه الشاعر الطائفي المعروف ، وأحد رجال التعليم بمحافظة الطائف الأستاذ: محمد بن ضيف الله الوقداني.. بعد معاناة مع المرض عاشها في اواخر حياته ، وكان لوفاته بالغ الحزن والأسى في الوسط الأدبي والثقافي والتعليمي لما يتمتع به الراحل من مكانة شاعرية وأدبية وخلفية تربوية تجلت بالاخلاص والتفاني في خدمة العلم وطلابه والأمة والوطن. | والفقيد - رحمه الله - من مواليد الطائف عام 1359ه التحق بمدرسة دار التوحيد بالطائف وحصل على شهادتها ..وكان عضوا بارزاً في ناديها ولا سيما في برنامجه الفكاهي (أبو دلامة) التحق بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية بمكة المكرمة ونال شهادتها عام 85/1386. | عمل مدرساً بالمرحلتين المتوسطة والثانوية بعد تخرجه ..ثم رشح للعمل موجها ومشرفاً تربويا مدة تزيد على (20) عاماً شارك في اللقاءات التربوية والمناسبات الوطنية وله اسهامات أدبية في الملاحق الأدبية بالصحف السعودية. |له انتاج أدبي وافر ظهر منه ديواناه (صدى الأيام) و (نبض الفؤاد) وكتاب جمع فيه بعض قصائد الشاعر الشعبي المشهور بديوي الوقداني باسم ( بديوي الوقداني ..المتنبي الثاني). |ترجمت له ضمن كتابي (من أدباء الطائف المعاصرين) وقدمت شيئاً من بعض نصوصه الشعرية. | أثنى على تدريسه وتوجيهه وإشرافه المعلمون والطلاب على حد سواء. | عُرف خلال خدمته بالاخلاص والجد والهدوء والتواضع والالمام بمادته والغيرة عليها وعلى خصائصها وآدابها باعتبارها لغة القرآن الكريم. | من شعر الفقيد في مبايعة الملك فيصل رحمه الله: بلادي فيك أفراح ستبقى نشيداً سوف ترويه العصور تبادلنا الهدايا والتهاني بيوم فيه قد عم السرور أتانا فيصل فبكل دار نفوسُ بات يغمرها الحبور فأهلاً والقلوب بك اطمأنت لكم من حبها تاج وسور لنحن اليوم في عهد تحدَّى به الأحداث قائدنا القدير له انقادت قلوب الشعب طوعاً فحقق ما تمناه الكثير منحناه القلوب فكل قلب لحامي الدين والدنيا سرير ||| إلى الأمجاد يمضي اليوم شعبي يقود الشعب رائده الخبير إلى الأمجاد نمضي اليوم سعياً لنا من رأيه هدي ونورُ رباط الحب يجمعنا وأنعم بقوم ضمهم حب وخير ومن شعره في استشهاده أيضا قوله: نبأ الفجيعة والوجيعة طعنة ياليتها من دونه في مهجتي بكت السماء على مليك لم يكن فظاً غليظ القلب عند القدرة بل كان براً بالجميع وقلبه وسع الجميع برحمة ومودة لو حل بالطود الأشم مصابنا لرأيته متصدعاً لم يثبت نفسي الفداء لمن فدى بحياته الوطن الحبيب فكان أعظم فدية يافيصل العرب الذي ودعته والدمع ينزف قانياً من مقلتي ||| روح الفقيد تطل من عليائه وتقول سيروا في الحياة بسيرتي كونوا جميعاً كالبناء تماسكاً إن التعاون أصلُ كل فضيلة للعدل والإيمان عيشوا إنكم بالعدل والإيمان أفضل أمة رحم الله (أبا عادل) وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم آله وذويه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون).