انتهت اجازة الصيف، وعاد الالاف من طلاب المملكة الى مدارسهم وجامعاتهم لاستئناف الدراسة في عام دراسي جديد ومع بداية شمس العام الدراسي الجديد .. سوف يترجم الطلاب في الجامعات وفي المدارس جهودهم الى دراسة جادة، وتحصيل مفيد ومشاركة فعالة.. وان كل خطوة يخطونها اليوم على درب العام الدراسي الجديد هي خطوة من أجل صالح المملكة كلها، وصالح الأمة ومستقبلها وضمان قوي ببناء الوطن في الايدي الامينة للشباب السعودي المتعلم. ان كل طالب وطالبة من طلابنا وهو يبدأ رحلته الدراسية في عام دراسي جديد يتساءل ماذا نريد من رحلة العام الدراسي الجديد؟، سؤال مهم وموضوعي لابد ان أطرحه والدراسة بدأت فعلاً في بلادنا الغالية، انها تطلعات المجتمع بأسره بتطبيق معايير الجودة في العملية التعليمية لتنمية الانسان اي (التلاميذ) باعتباره أي الانسان او الطالب والهدف من أي تنمية ومحورها في الوقت نفسه. فالتعليم كما يراه خبراء التنمية البشرية في المنظمات الدولية يعد رافداً اساسياً في بناء الانسان (الطالب) القادر على التعامل مع التقنيات الحديثة والمتغيرات التي طرأت على الساحة الدولية. لذلك نتطلع من رحلة العام الدراسي الجديد ان تصبح بمثابة الطاقة المتحركة لتنمية الانسان (الطالب) والتي تهدف الى تحقيق التقدم للعنصر البشري من خلال التكوين الامثل لقدرات الانسان (الطلاب) ومعارفه ومهاراته بما يمكنه من التعامل المستمر مع بيئته بمكوناتها البشرية والمادية والمؤسسية اذ لم تعد ثروات الشعوب تقدر بثرواتها الطبيعية فحسب، بل اصبحت تقدر ثرواتها من القوى البشرية المتعلمة وأن غيابها يهدد بقية الثروات في ظل العولمة. نرى ان نرى.. ونلمس ونحن في رحلة قطار العام الدراسي الجديد ان التعليم بكل مستوياته يهتم بالانسان.. لان تنمية التلاميذ تقتضي تقديم تعليم جيد اي (متميز) وفقاً لاحداث معايير الجودة التعليمية للتلاميذ مما يمكنهم من تطوير قدراتهم ومهاراتهم الابداعية، معتمداً على التفكير وليس التذكر (الحفظ والتلقين والدروس الخصوصية). ولتحقيق التطلعات من رحلة العام الدراسي الجديد، وهي تنمية الطالب فإن ذلك يتطلب ازالة معوقات التعليم الجيد المعشعشة في دروب نظامنا التعليمي الحالي وذلك باتباع معايير الجودة في العملية التعليمية التي اصدرتها منظمة (اليونسكو) الدولية في مؤتمرات سابقة ولاحقة، وهذه المعوقات كثيرة ومتلتلة (كما يقولون) نذكر منها اخطرها مثل ان الطالب غير قادر على أن يفهم بعقله وانما بعقل مدرسه مما يُطفىء مصابيح عقل الطالب، الدروس الخصوصية واطلق عليها (أم المعارك) كما حدث في الأزمة العراقية ايام الصدام، واخيراً وليس آخراً التفوق في اطار التلقين والحفظ والتعليم بالكبسولة. وتمضي معنا تطلعاتنا من العام الدراسي الجديد بأن تطوير التعليم في فلسفته يهدف الى تنمية (الطالب) وذلك بأن يتعلم ابناؤنا بأحدث النظم التربوية التي تعكسها احدث طريقة في العالم (اعداد الخرائط الذهنية) والتي من أهم مبادئها اتباع معايير الجودة التي تساعد الطالب على تنمية مهاراته الفكرية واكتساب قدرات التحليل والموازنة واتخاذ القرار وتكوين الفكرة ليكون طالباً متفوقاً بل متميزاً ولكي يتمكن من المشاركة في مجتمعه. وهذا الاسلوب لتنمية الطالب يمكن تحقيقه بتطبيق نظرية (اعداد الخرائط الذهنية) التي اثبتت أن هناك ما بين المخ الايسر الذي يختص بالكلمات والنطق والارقام والتتابع والتحليل والقوائم، والجانب الايسر يختص بالادراك والتحليل والابعاد والانتظام. لذلك يرى اساتذة التربية والتعليم من خبراء اليونسكو ان تطبيق هذه النظرية سيجعل الطلاب على مختلف مستوياتهم الذهنية قادرين على استخدام جانب المخ (الايمن والايسر) معاً للتحصيل والتفكير والابتكار. وليس من قبيل المبالغة اذا قلت ان تحقيق تنمية (الطلاب) في اطار تطبيق معايير الجودة التي تعكسها نظرية (اعداد الخرائط الذهنية) هو جوهر تطلعاتنا من رحلة العام الدراسي الجديد، وان تحقيق هذا التطلع هو جوهر الدور الذي يجب ان تسير فيه رحلة العام الدراسي الجديد وهو شرط اساسي يجب توافره في كل من يسمح له بممارسة رسالة التعليم في المملكة لكي تخرج شباباً وشابات يستطيعون ان يفكروا ابعد من موضع اقدامهم وان يحققوا نموذجاً جديداً للطالب المتميز لان بناء الطالب هو الانسان هو جوهر تنمية الطلاب باعتبارهم الثروة الحقيقية للمجتمع السعودي، وعندما يتحقق ذلك سوف يكون حصادنا آخر العام مثمراً إن شاء الله.