تشتت الانتباه لدى بعض الأطفال لا يعني ان هؤلاء الأطفال لا ينتبهون على الإطلاق ولكنهم شديدو التأثر بالمؤثرات الداخلية والخارجية بشكل غير طبيعي مما يؤدي إلى عدم قدرة الأطفال على التركيز والانتباه وبالتالي عدم قدرتهم على فهم التعليمات والتوجيهات ومن أهم اعراض تشتت الانتباه: يبدو الطفل وكأنه في عالم آخر بعيد عن العالم الذي يعيش فيه وقد يكون لديه مغالاة في التأثر بمن حوله او عكس ذلك تماما فهو متأرجح، ليس لديه القدرة على ان يستمر في نشاط واحد فهو مشتت سريع الحركة نشاطه زائد ، سريع النسيان حتى انه يسمع ما يطلب منه ويعد بالتنفيذ ولكن سرعان ما يتغير ناسيا ما وعد به فهو في حاجة الى رحمة وشفقة . يجد صعوبة في إتباع التعليمات وأداء الواجبات التي تطلب منه. وتظهر عليه مشكلات الانتباه غالبا في المرحلة الدراسية التي تتطلب القيام بمهام تحتاج قوة تركيز وانتباه لفترات طويلة. فالطفل المصاب يواجه صعوبة في بدء أو إتمام معظم المهام التي تتطلب التركيز ومتابعة خطوات عديدة ومتتالية ، وكذلك في التعامل مع الآخرين، واتباع التعليمات بدقة أو اداء الواجبات او متطلبات الحياة اليومية. ويرجع سبب هذه الاعراض إلى أسباب منها ما هو بيئي واجتماعي ومنها ما هو اقتصادي ولا ننسى تأثير بعض الاطعمة المثيرة والمؤثرة على الانتباه بوجود بعض الالوان الصناعية وغيرها وقد حذر الاطباء من الكثير من هذه الاطعمة.. ومنها ما هو وراثي فالأسباب الوراثية تلعب دورا أساسيا في معظم الحالات وقد يكون هذا الاضطراب مصاحبا ببعض الامراض أو بحالات معينة مثل المشاكل الصحية أثناء الحمل كأن يكون الحمل غير طبيعي مصاحبا الاضطرابات حتى سوء الحالة النفسية للام اثناء الحمل من المؤثرات وكذلك الولادة المتعسرة والتي قد يحدث فيها اصطدام بين بعض اجهزة الولادة والطفل او نقص الاكسجين وبعض المتلازمات الوراثية واصابات الدماغ او اصابة الطفل ببعض الأمراض بسن الطفولة. ويختلف الاضطراب من طفل إلى آخر في درجته واعراضه حتى في نفس الطفل في المراحل العمرية المختلفة ولكن المشترك في الاعراض هو التشتت في الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية الزائدة وتكون ظاهرة في الطفولة وتقل كلما زاد العمر ومن النواحي المهمة تجاه هذا الاضطراب وهنا يكون العلاج على طريقتين يكمل كل منهما الآخر مثل العلاج الطبي والعلاج السلوكي على ان يقوم بالعلاج المتخصصين في هذا المجال. 1- العلاج الطبي: أثبتت فعالية العلاج الدوائي 80% - 90% من الحالات. ويكون العلاج الدوائي عن طريق عقاقير طبية يتم وصفها من خلال طبيب مختص. وتكون غالبا أدوية منشطة. 2- العلاج السلوكي: وذلك بتغيير أو تحسن سلوك معين في البيت والمدرسة عن طريق التعزيز بأنواعه المختلفة المادي والمعنوي وما هو ايجابي وما هو سلبي ولكل تعزيز اصول ونظام ومن هنا يجب اتباع مايأتي. أولا يجب تحديد الأهداف من تعديل السلوك (ماذا نريد من الطفل ان يفعل). وهو يشمل استخدام نظام تقديم المكافآت لتعزيز السلوك الايجابي، وبالتالي تقديم تعزيز مستمر ونتائج محددة للسلوك المرغوب وغير المرغوب. ومن المهم أيضا التكلم مع الطفل باهتمام ووضوح وايجابية والحرص على التواصل معه منذ الصغر. ومع انه غالبا ما يلفت نظرنا السلوك السلبي أكثر بكثير من السلوك الايجابي لأطفالنا، إلا انه من المهم جدا أن ننتبه للتصرفات الحسنة ونعززها على الأقل ثلاثة أضعاف انتباهنا للسلوك السيئ. ولابد أن يكون تعزيز التصرفات الحسنة محددا وواضحا بحيث يفهم الطفل ما هو السلوك المرغوب فيه. ومن المهم أيضا أن نجلب انتباه الطفل قبل إعطائه أي تعليمات أو توجيهات ونتأكد من أنه فهم المطلوب منه. ويجب مواصلة الهدوء دوما حتى عند عدم أداء الطفل للإرشادات والواجبات التي طلبت منه. ومن المفيد تبسيط المهام على الطفل إما بتقسيم المهمة وتحويلها إلى لعبة ا وان تكون مناسبة لمستوى تفكيره ولكي يحظى الطفل بأفضل النتائج يجب تثقيفه وتوعيته وكذلك القائمين على الرعاية والتعليم والتربية.