لقد بهرنا الاعلام الالكتروني بما فيه من تقنيات حديثة على مجتمعاتنا وعندما نتحدث عنه نظن اننا مبدعون في هذا المجال ولكن هل فكرنا اين كنا عندما كان الإعلام الإلكتروني هل كان لدينا مهارات التفكير التي من خلالها نصل الى مثل ذلك وهل كانت الأبحاث لدينا تؤهلنا وما هي جامعاتنا وأين مفكرونا وعلماؤنا وهل من قاموا بمثل هذه الاعمال لديهم عقول ومهارات اكثر منا فالمهارات موجودة في شتى بقاع العالم ولكن من ينميها...متى نسارع العالم ونتسابق معهم ولكن دعني أذكر لمحة عن التجارب العلمية في هذا المجال ففي شهر أكتوبر من عام 1969 بدأ علماء من جامعة كاليفورنيا الأميركية تجربة علمية رائدة ومثيرة للجدل وبعيدة عن المألوف ولكن هذا العالم يحترم العقول والافكار متابعا المثل الشعبي القائل خليك مع الكذاب لباب الدار فهم يقدرون الكلمات وأصحابها وليس لديهم قاتلات للابداع بل لديهم ربما حتى ان القائمين عليها لم يتصوروا هذه النتائج الباهرة التي ستثمرها، والأثر العميق الذي ستتركه على مسيرة التاريخ الإنساني. كانت التجربة العلمية محاولة لربط جهاز كمبيوتر في مدينة لوس أنجلوس بكومبيوتر آخر في مدينة منلو بارك بخط هاتفي، بحيث يستطيع الجهازان العمل معا في شكل نظام اتصال مغلق والعمل على راحة الايدي العاملة وتسهيل الاتصالات دون النظر الى ان ذلك سيحدث هذه النفرة العالمية ولكنهم مناصرون للافكار واستثمار العقول بل ولم تكن غاية أولئك العلماء الأميركيين بالطبع تسهيل مهمات الحركات الثورية في العالم الثالث، ولا توفير وسائل اتصال سريعة وإعلام حر وفعال لدعاة الإصلاح والتغيير في العالم العربي والإسلامي، وإنما كان هدفهم إبقاء أنظمة الصواريخ النووية الأميركية فعالة، حتى بعد تعطل جزء منها في حرب مدمرة ولم يصل هدفهم الى ما تجري عليه الامور هذه الأيام ولكن دائما الاجتهاد تأتي ثماره بالأكثر فلكل مجتهد نصيب ونحن أصحاب الامثال والحكم والأقوال ولكن اين الاعمال فعلماء الغرب لم يتوقعوا ما توقع في ثورة الاتصال التي أحدثها الإنترنت غدت اليوم من أهم الوسائل التي تستعملها القوى السياسية العالمية المستنيرة لتحرير الشعوب من الاستبداد والظلم السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وهناك بعض الإمكانات الجديدة التي يوفرها الإنترنت لهذه القوى في سعيها لبناء مجتمع العدل والحرية، خصوصا في مجالات البناء التنظيمي، والعمل الإعلامي، والنضال السياسي من كان يتوقع ما يحدث في هذه التقنية فالطالب يحل واجباته على النت والطفل يلعب البيلي ستيشن مع طفل اخر في دولة أخرى مع الحوار وكأنهم في غرفة واحدة الى جانب العديد من البرامج والشبكات الخادمة لكل المصالح العالمية ولعل الضجة الإعلامية التي أثيرت حول شبكة الانترنت لم تأت من فراغ, حيث يشكل الانترنت إحدى إنجازات الثورة التكنولوجية وقد ساد الاعلام ووسائله الالكترونية الحديثة ساحة الثقافة ويؤكد على محورية الإعلام في حياتنا المعاصرة ذلك الاهتمام الشديد التي تحظى به قضايا الفكر والتنظير الثقافي المعاصر, حتى جاز للبعض أن يطلق عليها ثقافة التكنولوجيا, ثقافة الميديا. ويمكن القول إن الاعلام الالكتروني هو “عبارة عن نوع جديد من الاعلام يشترك مع الاعلام التقليدي في المفهوم, والمبادئ العامة والاهداف وما يميزه عن الاعلام التقليدي أنه يعتمد على وسيلة جديدة من وسائل الاعلام الحديثة وهي الدمج بين كل وسائل الاتصال التقليدي, بهدف إيصال المضامين المطلوبة بأشكال متمايزة, ومؤثرة بطريقة أكبر, ويتيح الانترنت للإعلاميين فرصة كبيرة لتقديم موادهم الإعلامية المختلفة, بطريقة إلكترونية بحتة دون اللجوء إلى الوسائل التقليدية كمحطات البث, المطابع وغيرها بطرق تجمع بين النص والصورة والصوت. والتي ترفع الحاجز بين المتلقي والمرسل ويمكن أن يناقش المضامين الإعلامية التي يستقبلها, إما مع إدارة الموقع أو مع متلقين آخرين.