رأيته مهموماً سألته ما بك يا أخي؟، قال غداً موعد سداد قرض اقترضته من أحد الأصدقاء، قلت له وما هي المشكلة؟، قال إذا سددت هذا الدين يطالبني آخر وعليَّ أقساط سيارات اشتريتها بالتقسيط وبعتها نقداً واصبحت في حيرة شديدة اسدد من وأترك من قلت له ولماذا وضعت نفسك في هذا الموقف قال لم احسبها بدقة ولم أكن أتصور ان الوقت يمضي بسرعة هكذا . قلت له أعانك الله وسوف تفرج بعون الله. للأسف كثير من الناس وقعوا في هذا المأزق نتيجة عدم القناعة بما قسمه الله سبحانه وتعالى لهم وكانت هذه النتيجة المؤلمة. قال تعالى في كتابه العزيز (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) الآية البقرة 286. وهناك اناس سلكوا هذا الطريق يأخذون ديناً من هذا ومن هذا ثم يتهربون من السداد وعندما يطالبهم صاحب الحق يعطونه موعدا جديداً وهكذا حتى تمر الأيام ولم يفعل شيئاً ولم يرد حقوق العباد، وكثير من الناس عندما يتداينون لا يكتبون ويعتمدون على الكلام المعسول مثل (يا أخي نحن اخوان وما يحتاج ان نكتب) وقد قال تعالى في كتابه العزيز (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين الى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل) البقرة 282. وقال سيد الخلق سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أخذ أموال الناس يريد اداءها ادى الله عنه ومن اخذها يريد اتلافها أتلفه الله) صدقت سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال حكماء العرب اداء الدين من الدين وقال حكيم آخر نقلت الصخر وحملت الحديد فلم ار شيئاً أثقل من الدين. وقال الشاعر: وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق فيا سادة يا كرام دعونا نعلم ابناءنا ونربيهم على القناعة والرضا بما قسمه الله سبحانه وتعالى لهم في هذه الدنيا وعدم التسرع في أخذ القروض والدين إلا في أضيق الحدود وعند الحاجة الماسة مع نيتهم اداء الدين لصاحبه وعدم ترك الدائن صاحب الحق يجري وراءهم من مكان الى مكان فيفقدون مصداقيتهم عند معارفهم وتهتز صورتهم عند أهلهم وتذكرهم دائماً بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (دين الله أحق بالأداء من دين العبد) صدق سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم يسر لشبابنا وابنائنا الحياة الكريمة وابعد عنهم هموم الديون وابعد عنهم الهم والحزن انك سميع مجيب الدعاء.