سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زوار معرض “روائع الآثار”: معلوماتنا محدودة حول المملكة.. والمعرض كشف لنا بعدها الحضاري أعربوا عن إعجابهم بما يضمه من قطع أثرية ومقتنيات ذات قيمة تاريخية
أكد زوار معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور، المقام حالياً في متحف الارميتاج بمدينة سانت بطرسبيرغ في روسيا، أهمية المعرض وما يضمه من قطع ومقتنيات ذات قيمة تاريخية كبيرة تكشف عن حضارة تمتد إلى آلاف السنين، مشددين على أن هذه الكنوز والقطع الأثرية برهنت على حضارة حقيقية وعمق تاريخي للمملكة. وأبدوا إعجابهم بما يضمه المعرض من قطع أثرية لم تكن معروفة حتى الآن، وقالوا إنه يلقي الضوء على مختلف الثقافات التي تعاقبت على أرض الجزيرة العربية، مشيدين بدور المعرض في التعريف بحضارات الجزيرة العربية والبعد التاريخي والحضاري للمملكة، وخاصة أنهم لم يدركوا في السابق أن أراضي المملكة العربية السعودية حافلة بالمعالم الأثرية والتاريخية ذات القيمة الكبيرة. ويقول “فلاديمير بوليكانوف” المتخصص في الدراسات الشرقية واللغة العربية، إنه قرر زيارة معرض روائع آثار المملكة عبر العصور فور علمه بإقامته في متحف الأرميتاج. وأضاف “قررت زيارة المعرض بصحبة حفيدي الذي طلبت منه التغيب عن الذهاب إلى الروضة للحضور معي لزيارة معرض آثار المملكة العربية السعودية، للتعرف على المملكة وحضارتها وتاريخها، وخاصة أن المعلومات عن المملكة قليلة جداً لدى المجتمع الروسي، ويصعب الحصول على المراجع التي تمدنا بالمعلومات الكافية عنها”. وأوضح بوليكانوف، أن المعرض يظهر الاهتمام الكبير الذي أولته المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة لإظهار ما تختزنه أراضيها المقدسة من الآثار والحضارات، وأتمنى مواصلة التنقيب والاكتشافات حتى يتم اكتشاف المزيد من الآثار التي تلقى الضوء على حضارة وتاريخ أرض الجزيرة العربية العريق. وأكد أهمية المعرض في تقوية ودعم العلاقات السعودية الروسية، وقال “أشعر أن المملكة العربية السعودية اقتربت من روسيا مئات الأميال من خلال إقامة هذا المعرض”. وأشار إلى أنه عاش في اليمن فترة طويلة ولديه خلفية يسيرة حول حضارة الجزيرة العربية، “ولكن لم أكن أتصور أن أراضي المملكة العربية السعودية حافلة بالمعالم الأثرية والتاريخية ذات القيمة الكبيرة، حيث كنت أعتقد قبل ذلك أن مركز الحضارات كان في اليمن، غير أنني أدركت الآن بعد مشاهدة القطع الأثرية المعروضة الثقل الحضاري والغنى التاريخي للمملكة، إضافة إلى ما تتميز به المملكة من مكانة دينية كبيرة”. وتابع “وحينما اطلعت على بعض القطع المعروضة المرتبطة بالملوك اللحيانيين شعرت بأنني قد انتقلت إلى جمهورية مصر العربية للتقارب الواضح بين الحضارتين، حيث زرت عدداً من الأماكن الأثرية في الإسكندرية والقاهرة والأقصر، وحينما اطلعت على بعض القطع الأثرية المعروضة أدركت مدى العلاقة التي تربط بين الحضارات القائمة في شمال أفريقيا وبين أرض الجزيرة العربية”. من ناحيته، أشاد السائح الياباني “تاكيوتي أوتا” والمتخصص في دراسة الأدب الياباني والروسي، بالمعرض ودوره بالتعريف بحضارة وتاريخ السعودية، وقال “كانت معلوماتي بسيطة جداً عن البلدان العربية وعن تاريخ المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، وقد سعدت جداً بهذا المعرض لأنه عرفني على تارخ السعودية وحضارتها ودورها في التاريخ الإنساني”. ويقول الشاب الروسي “باول”، إن انطباعه رائع جداً عن المعرض، “وقد أعجبت كثيراً بالمعروضات التي تعكس عمق الحضارة التي كانت سائدة على أرض الجزيرة العربية، خاصة تلك النقوش الرائعة المرسومة على الأواني، وكذلك الحُلي، ونشكركم على تنظيم هذا المعرض بهذا الشكل الجميل”. أما الزائرة “جوليا” فأوضحت أن المعرض يؤكد أنه لدى السعودية حضارة جميلة ومتنوعة وثرية جداً، وهذه المرة الأولى التي أرى فيها شيئاً عن المملكة العربية السعودية، ولقد أعجبت جداً بالمعرض والقطع المعروضة فيه، وخاصة الشواهد المرتبطة بمراحل التاريخ والنقوش والمخطوطات الدينية. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزير الثقافة الروسي الكسندر افدييف قد افتتحا يوم 13/6/1432ه، الموافق 16/5/2011م معرض “روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” الذي يستضيفه متحف الارميتاج في مدينة سانت بطرسبيرغ بروسيا بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار. ويحوي المعرض في محطته الثالثة بمتحف الارميتاج (347) قطعة أثرية، من القطع المعروضة في المتحف الوطني في الرياض، ومتحف جامعة الملك سعود، ودارة الملك عبدالعزيز، وعدد من متاحف المملكة المختلفة، إضافة إلى قطع عثر عليها في التنقيبات الأثرية الحديثة. وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) وحتى عصر الدولة السعودية، وقد تم إضافة (27) قطعة أثرية إلى المجموعة السابقة التي عرضت في فرنسا وأسبانيا والبالغ عددها (320) قطعة.