قال عضو هيئة كبار العلماء سابقا الشيخ الدكتور: يوسف بن محمد الغفيص إن حاجة العالم الإسلامي إلى العالم الشمولي كبيرة في هذا العصر داعيا إلى انتخاب صفوة من طلاب الجامعة الإسلامية لدراسة الفقه من خلال دراسة أصوله على اعتبار أن الفقه فرع من أصل. جاء ذلك في محاضرة برعاية معالي مدير الجامعة الإسلامية الاستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا ونظمها عمادة شؤون الخريجين في الجامعة مساء أمس الأول وقدم لها عميد عمادة شؤون الخريجين فضيلة الشيخ الدكتور:عبدالعزيز بن مبروك الأحمدي. وأوضح الشيخ الغفيص في محاضرة له بقاعة المحاضرات في الجامعة بعنوان: (الفقهاء ومتطلبات العصر) أن (الفقه كان شمولياً في بداياته وكان الصحابة رضوان الله عليهم يأخذون الفقه بهذا المعنى إذ لم تظهر علوم الشريعة بعد ولكن بعد أن شاعت الترجمة منذ العصر الأموي والعباسي وظهرت عدد من المذاهب كالمعتزلة وانتشر علم الكلام للرد على الفلاسفة صاحبه عند الفقهاء شيء من الأثر الكلامي، فقد تأثر بعض العلماء في علم الكلام وصرح بعضهم بأن علم أصول الفقه فرع من علم الكلام، ولذلك فإن الناظر في الفقه ينبغي عليه أن يكون عالما بالمقدمات الكلامية في أصول الفقه). وأضاف (الذي حصل أن الكتب الفقهية أصبح فيها الكثير من الانغلاق وعدم تمييز ما يأتي بها على طالب العلم فعلم أصول الدين مقدمة وعلم الفقه نتيجة والنظر مبني على علم واحد) كما أضاف أن (بعض العلماء صرح بإغلاق باب الاجتهاد وهي جملة تمانع نفسها إذ انها جملة حكم واجتهاد). كما أوضح الشيخ يوسف الغفيص (أن المسائل الأصولية ثلاثة: مميزة لصفة الشريعة، ومميزة لمنهج الاستنباط، ومميزة للترجيح بين القواعد الأصولية، ويحصل الاختلاف عند الفقهاء في تعيين مرتبة الدليل). وعرج على صفات الفقيه وهي أربعة: (الأولى ان يكون عارفا بالدليل والثانية أن يكون عارفاً بالاستنباط ومعرفة دلائل الألفاظ، والثالثة أن يكون عارفاً بالمقاصد الشرعية وهي الأسباب الكلية للشرع ، والرابعة أن يكون عارفاً بالحكم من حيث هو استنباط أو معرفة آلاء الفقهاء) . وذكر الشيخ أن (المقصود من متطلبات العصر ما يكون عليه الفقهاء في هذا العصر من الصفة وهي أربعة: الصفة الاولى التصور وهو مبدأ عقلي، والصفة الثانية الشمول والصفة الثالثة الاعتدال في النظر للمسائل وهو مبدأ أخلاقي والصفة الرابعة هي معرفة وقوع الحكم من حيث العرف والعادة). وشهدت المحاضرة طرح عدد من مداخلات ابتدأها أ. د. إبراهيم صندقجي متسائلا كيف يتم الجمع بين كلام العلماء حول أن المعنيين بأهل العلم هم أهل الحديث، ووضح الشيخ الغفيص في رده أن المقصود هم أهل الاتباع.وفي رد له على سؤال ورد حول رسالة الشيخ لمن يفصل بين الفقه وأصوله اقترح بأن يتم التخصص لدراس الفقه بأن تكون رسالة الماجستير في أصول الفقه كما اقترح أن يدرس أستاذ الفقه في كليات الأصول ويدرس أستاذ الأصول في كليات الفقه. ووصف أ.د. عبدالله فهد الشريف رئيس قسم الفقه بأن المحاضرة ابتدأت بالفلسفة وانتهت بها طالباً أن يعرج المحاضر على المقصد الشرعي وهو شبه غائب عن الدراسات الشرعية كما قال بأن التمذهب قد يكون فيه فك للارتباط في الدراسات الفقهية، وتساءل هل البيئة لها أثر على الدراسات الفقهية؟ وهل يحصل نوع من الانتقاء في أقول الصحابة؟ وهل أعطى المحاضر قدسية للرأي ؟ فكان رد الشيخ بأن المحاضرة لم تكن فلسفية، ولكن طلاب العلم قد بالغوا في التلخيصات للعلم إذ ينبغي على طالب العلم القراءة في أمهات الكتب الفقهية وأصولها، كما بين أن الولع بالتقسيم مشكلة فالنص متضمن للمقاصد الشرعية وليس من مصلحة الشريعة أن يكون الانقسام بين الدراسات الشرعية، كما أوضح أن مدرسة الأمام أبي حنيفة من أخص مدارس العلم وعلم الكلام عرض لبعض المذاهب والمعتزلة أخذوا شيئاً من مدرسة الأمام أبي حنيفة في ما يخص القضايا الفقهية، وبين أنه لم يحصل في المحاضرة قدسية للرأي ولكن ربما تبارد إلى الذهن شيء من ذلك لدى الحضور، وقال بأن التمذهب لم يقره العلماء لاتباع رجل، وإنما الإتباع يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم لكن أقروه من باب التراتبية العلمية. أما البيئة فلها أثر في الدراسات الفقهية فالشريعة صالحة لكل زمان ومكان وهذا معتبر في فقه السالفين. كما رد على سؤال طرح حول النوازل أيكفي أن يكون الاجتهاد لآحاد العلماء أم لجماعتهم؟ قال بأن المنهج في النوازل العامة ينظر فيه من قبل جماعة من العلماء وليس لآحادهم.