لا أحد ينكر سطوة الإعلام الهلالي ، ولا أحد يتجاهل حضوته في مساحات ووسائل الإعلامالمختلفة ، ولا أحد يكذب أن له صوتا مرتفعا يصدح دائما بقوة على كافة المشارب .. هذا ما جعل البعض يصنف كثير من الوسائل والكراسي ، والوسائط ، والأسماء على أنها أدوات إعلامية تدخل ضمن الآلة الإعلامية الهلالية .. المشكلة الحقيقية تكمن في ان إعلام الهلال هو من يصنع ، ويضع الهلال في الدوائر والإشكالاتالإعلامية .. وهو من يصنع هلالا مختلفا عن الواقع والأمثلة كثيرة .. فلا يخدم فريقه بقدر ما يصنع مزيدا من الضغائن والحنق في أطراف أخرى .. وما يحصل من حملة موجهة بعد هزيمته من النصر شاهد على انقلاب مزاجي كبير يتقلب بين حالة الرضا والسخط بسهولة وسرعة يدرك الكثير أن مشكلة الجماهير التي تنتمي لأندية منافسة للهلال مشكلتها مع الإعلام الهلالي وأدواته ، وأصواته وليست مشكلتها مع النادي نفسه أو مع الفريق .. بعض الإعلام الهلالي وظف الهلال وقضاياه ليس لخدمة النادي كما يعتقد بل وظفوا أنفسهم لأنفسهم فصار بعض الإعلاميين المحسوبين على الزعيم هم أشهر بكثير ومتَابعين بعمق أكثر من النادي نفسه .. فلم يجد بعضهم قضية إلا الهلال ومسائله ليحصل على مكاسبه الخاصة بعيدا عن الفريق .. لدرجة ان البعض يعيّن نفسه محاميا وصوتا بل وبوقا أحيانا دونما يطلب منه من قبل الهلاليين أنفسهم .. بل ان بعض الجماهير جعلوا من بعض الإعلاميين مصدرا لهم للأخبار ، والأفكار ، والأطروحات أكثر من رئيس النادي ومنسوبيه .. الفرق بين بعض إعلاميي الهلال وإعلاميي النصر مثلا .. هو ان الأول يكونون فيه الإعلاميين هم الفعل غالبا والنادي هو ردة الفعل .. أي ان إعلام الهلال قد يسيّر الهلال نفسه .. أما في النصر مثلا فإن النادي هو الفعل وهم ردة الفعل وشتان بين ذلك لأن منسوب التأثير والتأثر سيكون مختلا ومعتلا لصالح للثاني ..