لعله من المستغرب أن كثيراً من البيوت أصبحت هكذا حالها، بيوت مزخرفة وأثاث راقٍ وطاولة باثني عشر كرسياً وأطقم سفرة باهظة تفرش على طاولة وتزين وتوضع بها أشهى المأكولات وفي النهاية من يجلس عليها! ترى إحدى الكراسي قد جلس عليه أحد أفراد العائلة والبقية مشغولون عن موعد اجتماع الطعام، هذا يقوم وهذا يجلس، وهذا يأكل واقفاً متعجلاً.. لكن لحظة! أين رب الأسرة وعمود البيت ومن يقال عنه ولي الأمر؟! هنا المشكلة.. عندما يغيب المربي والراعي فلا تسأل عن القطيع! عندما يغيب رجل البيت وصاحب الهيبة فلا تستغرب التشتت الأسري.. أصبحنا أولياء أمور بالاسم فقط.. لعلكم تستغربون أنه تظهر الولاية والأوامر فقط برسالة عبر برامج التواصل، نرسل رسائل النصح والإرشاد لأبنائنا أو رسالة تهديد لإخفاقه ببعض المواد ولم نعرف ذلك إلا برسالة من المدرسة، أصبحنا أسرة مزخرفة من الخارج، أمام الجيران والأقارب، لكن بداخل بيوتنا هجران حتى على طاولة الطعام.