كيف أقنعك برأيي إن كنت في الجهة الأخرى من الطاولة؟! الغالبية يقولون إن ذلك مستحيل فالجهتان متنافرتان، ولكن خبرتي وممارستي في الإقناع والتأثير بعملي في مجالي الدعاية والإعلان والعلاقات العامة لسنوات طويلة يقول لي إن هذا أمر بسيط جداً. أولاً: لا تتحدث مباشرة مع الطرف الآخر واجعل شخصاً آخر يتحدث معه، فيأتي لك بكل المعلومات وعندما يأتي الوقت المناسب سيشكوا لك من مندوبك وستعتذر له وتقول له إنه تصرف بشكل مغاير عن توجيهاتك، لكن أنت هنا كسبت موقفين، موقف أنك تعاطفت مع خصمك، وموقف أنك عرفت أين تقع اهتماماته وتستطيع البدء مما انتهى به مندوبك. ثانياً: تمسك بموقفك وكرر ما تطالب به حتى يعرف الطرف الآخر أنه لا تنازل لكنك في الحقيقة تريد نصف ما تطالب به، فعندما تتنازل بعد صمود فترة محددة سيعتقد الطرف الآخر أن هذه فرصته الوحيدة وينتهزها. ثالثاً: الجميع يعمل بالعاطفة فركز أذنيك أولاً على ألفاظ الطرف الآخر ومشاعره وحدثه بنفس المشاعر وبنفس اللغة، فالناس تقرر ثم بالمنطق تبرر. رابعاً: لا تستخدم ألفاظاً أكاديمية أو ألفاظاً معقدة في الإقناع كثيراً، فهي قد تجعلك تبدو وكأنك أذكى من الطرف الآخر ويشعر أنه الأضعف، فحاول دائماً أن يكون إحساس الطرف الآخر أنه متكافئ معك. وخامساً: اصنع لك سمعة وهيبة، فسمعتك ستسبقك وستعجل الآخرين يتعاملون معك بناء على سمعتك. أما سادساً: تسمع الكثير عن الحضور للاجتماعات في الوقت لكن أحد تكتيكات الإقناع هي أنك تتأخر متعمداً ليفرغ صبر الطرف الآخر حتى يقول لك اسمع أنا جئت هنا لأفعل كذا وكذا، سوف أعطيك عرضاً نهائياً ولا يوجد غيره، عندها تستطيع أن تفاوض على ما لا يزيد عن 20٪ من عرضه فهذا التكتيك سيختصر لك الوقت في المفاوضات الصعبة.