تتزيّن العاصمة الروسيّة موسكو، للزيارة الملكية الأولى من نوعها، منذ نشأة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وروسيا، قبل 90 عامًا، إذ تستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أيده الله- في زيارة تاريخية، لها زخمها السياسي والاقتصادي. ولي العهد يحطّم جبال الجليد في زيارات تمهيديّة: وتأتي الزيارة عقب سلسلة الزيارات التمهيدية التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى روسيا، منذ توليه وزارة الدفاع، ما بين العامين 2015 و2017م، والتقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعددًا من كبار المسؤولين الروس، والتي اكتسبت أهميتها من كونها تعود بعد 4 أعوام من فتور العلاقات بين الرياضوموسكو، جراء الأزمة السورية، والموقف الروسي منها. وشهدت الزيارة الثالثة لولي العهد، التي كانت في أيار/ مايو الماضي، في موسكو، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين البلدين، سيتكلل بإذن الله بزيارة تاريخية لخادم الحرمين الشريفين إلى الكرملين، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2017. عهد جديد: وزيارة خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز للعاصمة الروسية، هي الأولى له ملكًا للبلاد، إلا أنّها ليست الأولى في تاريخه السياسي الحافل، إذ سبقها زيارة إلى الكرملين، حين كان أميرًا لمنطقة الرياض، في حزيران/ يونيو 2006، والتقى حينها الرئيس الروسي بوتين، في إطار تعزيز وتطوير علاقات قوية وراسخة بين الرياضوموسكو. وفي المقابل، حلَّ رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين في شباط/ فبراير من عام 2007م، ضيفًا على الرياض، في زيارة رسمية تاريخية هي الأولى من نوعها، أجرى خلالها مباحثات مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، تركّزت حول التطورات في المنطقة، لاسيّما في العراق، وفلسطين المحتلة، إضافة إلى الملف النووي الإيراني. تجهيزات الكرملين تجري على قدم وساق: وتواصل موسكو التجهيز لاستقبال خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في زيارة مرتقبة له، إذ ينتظر أن يبحث الملك سلمان، خلال أول زيارة له إلى موسكو، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 4 ملفات، هي: * الوضع في سورياوالعراق * مكافحة الإرهاب * أسعار النفط * التعاون الثنائي. ولا تبدو أولوية الاتفاقات التسليحية بين موسكووالرياض ستكون حاضرة في الزيارة المنتظرة، إذ أوضح أندريه باكلانوف، مستشار نائب رئيس الغرفة العليا للبرلمان الروسي نائب رئيس جمعية الدبلوماسيين الروس، في تصريح له، أنَّ "موضوعات أسعار النفط ومواصلة التعاون في مجال الطاقة والغاز ومدى استعداد السعودية للتعاون مع روسيا لإنشاء وتطوير الطاقة النووية، كلها ستكون على رأس موضوعات الملك سلمان المرتقبة". بوتين يطلب ود الملك سلمان: وأكّد الرئيس بوتين، خلال لقائه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أيار/ مايو الماضي، أنّه "طبعًا نحن ننتظر زيارة ملك المملكة العربية السعودية.. واثق من أنَّ هذه الزيارة الأولى في تاريخ علاقاتنا.. زيارة ملك السعودية إلى روسيا ستكون إشارة جيدة وحافزًا جيدًا لتطوير العلاقات". وكشف بوتين عن وجود إجراءات تنسيقية مع الرياض، تسمح باستقرار الوضع في سوق النفط والغاز العالمية، فضلًا عن اتصالات على المستوى السياسي، وبين العسكريين، فضلًا عن التعاون في مسائل تسوية الأزمات، بما في ذلك في سوريا.