ليس هناك شك في أن المصالح المشتركة لعبت دورا فعالا في إذابة جبال الجليد بين روسيا والمملكة، في العقود الماضية، فالسعودية الحليف الأبرز للغرب حرصت على تنويع علاقاتها أيضا مع الشرق، خصوصا مع روسيا، التي تعتبر قوة عظمى وتتمتع بحق «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي. التوجه السعودي نحو الشرق وتحديدا روسيا لم يكن مستغربا، إذ إن الرياض تسعى إلى التوازن في علاقاتها مع الغرب والشرق، وتضع مصالحها الإستراتيجية فوق كل اعتبار، ولهذا حرصت على تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية والنفطية والاستثمارية مع الجانب الروسي، على أساس المصالح المشتركة لإعادة التوازن في سوق النفط العالمية، بعدما نجح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال لقاءاته المتعددة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تعزيز التعاون بين البلدين، نظراً للظروف الاستثنائية التي تمرّ بها المنطقة والعالم. ومن هنا تأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى روسيا هذا الأسبوع، والتي وصفها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ب«التاريخية»، لتأكيد إستراتيجية العلاقات بين الرياضوموسكو. وقال الجبير لوكالة أنباء «نوفوستي» الروسية أخيرا، إن موسكووالرياض تعملان بشكل وثيق في مجالي الأمن ومكافحة الإرهاب.. وأضاف أن البلدين لديهما رؤية متشابهة للمشاكل والتحديات الموجودة فى المنطقة والعالم ويسعيان للتسوية السلمية فى سورية على أساس بيان جنيف وقرار رقم 2254 للأمم المتحدة. وتوجد دلائل حقيقية حيال توطيد علاقة المملكة بالجانب الروسي، من أبرزها زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو وإبرام المزيد من التحالفات والاتفاقات مع روسيا في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية، فضلا عن اتخاذ موقف حاسم من الدول الداعمة للمنظمات الإرهابية، خصوصا في ظل التحضيرات الجبارة من قبل الكرملين للزيارة الملكية بحسب مقال سفير المملكة العربية السعودية لدى روسيا عبدالرحمن بن إبراهيم الرسي، في تصريحات ل«سبوتنيك»، مؤكدا أن الزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين، إلى روسيا ستكون زيارة تاريخية لتأسيس علاقات إستراتيجية، وأن زيارة بهذا المستوى الرفيع تحتاج إلى تحضيرات كبيرة.