أكد وزير الخارجية الأمريكي مجددا أمس الأربعاء أن حل الدولتين هو «السبيل الوحيد الممكن لإقامة سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين» وللحفاظ على الطابع الديمقراطي لإسرائيل. وحذر كيري في خطاب شامل ضمنه رؤية إدارة الرئيس باراك أوباما حول الشرق الأوسط، من أن حل الدولتين بات في «خطر كبير». فيما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن القيادة الفلسطينية مستعدة لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل في حال وافقت على وقف الاستيطان، وذلك ردا على خطاب وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وأوضح عباس في بيان تلاه باسمه صائب عريقات، «إنه في حال وافقت الحكومة الإسرائيلية على وقف النشاطات الاستيطانية وبما يشمل القدسالشرقية، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشكل متبادل، فإن القيادة الفلسطينية على استعداد لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي ضمن سقف زمني محدد وعلى أساس القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة بما فيها قرار مجلس الأمن الأخير 2334». ** كيري: إسرائيل تحاول الاستلاء على أراض بالضفة. ** عباس مستعد لاستئناف مفاوضات السلام إذا أوقفت إسرائيل الأنشطة الاستيطانية. ** نتانياهو يندد بخطاب كيري ويعتبره «منحازا» ضد إسرائيل. ** ترامب لإسرائيل: احتفظي بقوتك، العشرين من يناير قريب جدا. وأوضح كيري أن تبني مجلس الأمن الدولي الجمعة، قرارا يدين الاستيطان الإسرائيلي ويطالب بوقفه، بفضل امتناع واشنطن عن التصويت، وهو القرار الذي أثار غضب سلطات إسرائيل، «كان يهدف إلى الحفاظ على حل الدولتين». وعلى الفور ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء، بخطاب كيري، واصفا إياه ب«المنحاز» ضد إسرائيل. وأفاد بيان صادر عن مكتب نتانياهو «على غرار قرار مجلس الأمن الذي قدمه الوزير كيري إلى الأممالمتحدة، كان خطابه الليلة منحازا ضد إسرائيل». وبحسب نتانياهو فإنه «لأكثر من ساعة، تعامل كيري بشكل مهووس مع المستوطنات وبالكاد تطرق إلى أصل الصراع، معارضة الفلسطينيين لأي دولة يهودية ضمن أي حدود». وأضاف كيري: «هناك أعداد متساوية من اليهود والفلسطينيين بين نهر الأردن والبحر المتوسط يمكن أن يختارا العيش معا أو الانفصال في دولتين». وتابع: «لكن هناك حقيقة أساسية وهي إذا كان الخيار العيش في دولة واحدة. فسيكون على إسرائيل أن تختار إما أن تكون يهودية أو ديمقراطية ولا يمكنها أن تكون الاثنين معا، كما أنها لن تكون أبدا في سلام». وتساءل كيري «كيف سيكون بإمكان إسرائيل المواءمة بين احتلالها الدائم (لأراضي الفلسطينيين) وقيمها الديمقراطية؟». وقال كيري: «إن ما ندافع عنه هو مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية تعيش بسلام إلى جانب جيرانها». وأضاف أن قيام دولتي إسرائيل وفلسطين، يجب أن يكون وفق ترسيم الحدود قبل حرب 1967 مع «تبادل متعادل للأراضي» يرضي الطرفين. وتابع: ويعني ذلك الاعتراف بإسرائيل «دولة يهودية» وبالقدس عاصمة لدولتي إسرائيل وفلسطين. يشار إلى أن واشنطن امتنعت للمرة الأولى منذ 1979 عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي. واتاح امتناعها من التصويت اعتماد القرار من باقي أعضاء مجلس الأمن ال14. وقال كيري: إن إسرائيل لديها «مشروع لضم أراض في الضفة الغربية وعرقلة أي تنمية فلسطينية فيها». وأوضح أن سياسة المستوطنين «بصدد تقرير مستقبل إسرائيل. وهدفهم المعلن واضح: إنهم يؤمنون بدولة واحدة هي إسرائيل الكبرى». وشدد كيري على أن «كل من يؤمن جديا بالسلام لا يمكنه أن يتجاهل حقيقة التهديد الذي تشكله المستوطنات للسلام». وقبل خطاب كيري قدم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مجددًا دعمه لإسرائيل التي تدهورت علاقاتها مع إدارة أوباما. وكتب قطب العقارات الذي عين سفيرا في إسرائيل يؤيد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، على تويتر: «لا يمكن أن نستمر في السماح بمعاملة إسرائيل بازدراء تام وعدم احترام»، وأضاف: إن الإسرائيليين «كانوا معتادين على وجود صديق كبير في الولاياتالمتحدة، لكن الأمر لم يعد كذلك، وبداية النهاية كانت الاتفاق السيئ مع إيران (حول النووي)، والآن دور الأممالمتحدة. احتفظي بقوتك يا إسرائيل، العشرين من يناير قريب جدًا». ومع كل ذلك لم تمنع العلاقات المتوترة بين إدارة أوباما ونتانياهو، إسرائيل من الحصول قبل أسابيع قليلة على مساعدة عسكرية بقيمة 38 مليار دولار تمتد على عشر سنوات.