قالت روسيا والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الخميس إن الجيش السوري بدأ الانسحاب من طريق الكاستيلو المؤدي إلى حلب وهو شرط أساسي لاستمرار جهود السلام الدولية في حين تبادلت الحكومة والمعارضة الاتهامات بانتهاك الهدنة. لكن جماعات المعارضة المتواجدة في حلب قالت إنها لم تر أي مؤشر على انسحاب الجيش وأكدت أنها لن تنسحب من مواقعها قرب الطريق حتى تسحب الحكومة قواتها. بينما قتل 23 شخصا، بينهم تسعة اطفال، الخميس في قصف جوي استهدف مدينة الميادين الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي في محافظة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «قتل 23 مدنيا، بينهم تسعة اطفال، في غارات جوية شنتها طائرات حربية لم يعرف ما اذا كانت تابعة للتحالف الدولي او روسيا. 23 قتيلا في قصف جوي على «الميادين» شرق سوريا مساعدات حلب تنتظر على الحدود التركية - السورية وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنه لا يمكن تأكيد تقارير أفادت بانسحاب قوات الحكومة لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر قال إن وقف إطلاق النار صامد على وجه العموم مضيفا إن واشنطن وموسكو تعتقدان أن الأمر يستحق الاستمرار. وتصاعدت حدة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بوقوع انتهاكات إذ قال مصدر عسكري سوري إن المعارضة مسؤولة عن العشرات من الانتهاكات منها إطلاق نيران مدافع رشاشة وصواريخ وقذائف مورتر في دمشق وحلب وحماة وحمص واللاذقية. وقالت المعارضة إن طائرات الجيش السوري قصفت حماة وإدلب وإن الجيش استخدم المدفعية قرب دمشق. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه رغم وقوع هجمات من كلا الجانبين إلا أن الهدوء النسبي كان سائدا في معظم المناطق وإنه لم يسجل وقوع قتلى مدنيين في اليوم الثالث على التوالي. وتسيطر القوات الحكومية وقوات المعارضة على طريق الكاستيلو وأصبح جبهة رئيسية في الحرب المستعرة منذ خمسة أعوام. وقال رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا اللفتنانت جنرال فلاديمير سافتشينكو في تصريحات بثت على التلفزيون الرسمي «إن الجيش السوري بدأ السحب المرحلي للمركبات والأفراد من طريق الكاستيلو لضمان وصول المساعدات إلى شرق حلب دون عوائق.» وقال المرصد إن الجيش بدأ الانسحاب من مواقع على الطريق لكن الروس الذين ساعدوا دمشق بقوتهم الجوية في حصار حلب حلوا مكانهم. وقال مسؤول في جماعة معارضة تتمركز في حلب الخميس إن الجيش لم ينسحب بعد. وقال زكريا ملاحفجي القيادي في تجمع (فاستقم) في حلب في تصريحات لرويترز إنه لم يشهد أي انسحاب «للنظام» من طريق الكاستيلو. وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا إن من المتوقع أن تشرف الولاياتالمتحدةوروسيا على عملية إخلاء طريق الكاستيلو من القوات لكنه انتقد دمشق لعدم إصدارها التصاريح اللازمة لدخول المساعدات إلى مناطق أخرى. وقال مستشار الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة يان إيجلاند إن القوات الحكومية وقوات المعارضة مسؤولة جميعها عن تأخير دخول المساعدات إلى حلب. وفي مناطق أخرى اتهم دي ميستورا الحكومة السورية بعدم تقديم التصاريح اللازمة لعبور قوافل المساعدات. وقالت الحكومة السورية إنه ينبغي التنسيق معها في تسليم كل المساعدات. وقال متحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه إذا حصلت على الضوء الأخضر فإن أول 20 شاحنة ستنتقل إلى حلب وإذا وصلت للمدينة بسلام فإن القافلة الثانية ستتحرك أيضا. وقال إن القافلتين تحملان أغذية تكفي 80 ألف شخص لمدة شهر.