وصف وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف الاجتماع الوزاري المشترك الرابع للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا الاتحادية الذي عقد في موسكو بالمفيد جداً. وقال " إن روسيا أكدت تمسكها والتزامها الكامل بالقرارات التي اتخذت بشأن التسوية في سوريا في إطار مجموعة الدعم الدولي ومجلس الأمن الدولي. وأكد أن بلاده أيدت العملية الجارية التي تقودها الأممالمتحدة للتوصل إلى تسوية في اليمن وليبيا وعدد من المناطق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، وناقشت أيضاً الوضع في العراق. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس في موسكو مع معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون عقب اختتام الاجتماع الوزاري المشترك. وأشار إلى أن الجانبين أكدا أن مشاكل منطقة الشرق الأوسط لا بد من تجاوزها على أساس احترام القانون الدولي من خلال حوار وطني شامل، مع احترام الاستقلال والسلامة الإقليمية لجميع الدول. وقال " نحن نتفق على أنه لا بد من ضمان الحقوق والحريات من مختلف المجموعات الدينية والعرقية في هذه العمليات متساوية ". وقال : " إن المشاورات التي امتدت على مدى خمس سنوات وضعت نفسها على أنها آلية فعالة لتنسيق الجهود التي تعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي وتوسيع التعاون الاقتصادي والعلاقات الإنسانية بين روسيا ودول مجلس التعاون ". وأضاف قائلاً : لدينا الاستنتاج العام حول الشرق الأوسط، هو أنه على مدى سنوات أصبحنا أفضل بكثير، وليس فحسب لفهم موقف كل منهما، ولكن أيضاً وصلنا فعلا إلى مستوى التنسيق حول عدد من القضايا المهمة". وقال وزير الخارجي الروسي " لقد أكدت الالتزام الكامل للقرارات التي اتخذت بشأن التسوية السورية في إطار مجموعة الدعم الدولي ومجلس الأمن الدولي ، وأيدنا العملية الجارية التي تقودها الأممالمتحدة للتوصل إلى تسوية في اليمن وليبيا وعدد من المناطق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأخرى ، وناقشنا أيضاً الوضع في العراق" . وأكد التزام بلاده القوي لتحقيق تسوية شاملة وعادلة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ضمن الإطار القانوني الدولي الحالي الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود معترف بها، التي من شأنها العيش في سلام وأمن مع جميع جيرانها. وقال " في هذا الصدد، تم التأكيد اليوم على تعزيز فعالية هذه الأهداف ذات الأهمية الأساسية لسرعة استعادة الوحدة الفلسطينية". وأضاف قائلاً " نحن متحدون في حقيقة أن تهديد الإرهاب والتطرف يتطلب مضادات لا هوادة فيها لمنع انتصار خطط "تنظيم داعش" و"تنظيم القاعدة"، و"جبهة النصرة" وما شابه ذلك، مشيراً إلى مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تشكيل جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب تحت رعاية الأممالمتحدة. وأشار في هذا السياق، إلى أن الاجتماع رحب بإنشاء المملكة العربية السعودية "التحالف الإسلامي"، ودعا إلى تعزيز التنسيق بين روسيا والتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمكافحة الإرهاب في سورية. وقال وزير الخارجية الروسي "اليوم على مستوى وزراء الخارجية، نحن نؤيد البيان الختامي لهذا الاجتماع، الذي تناول القضايا الدولية والإقليمية الثابتة واتجاهات تنمية التجارة والاقتصاد والاستثمار والعلاقات الإنسانية بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي" . وبين أن البيان يعزز المشاريع الملموسة بين الجانبين في قطاع النفط والغاز، والطاقة، بما في ذلك الأسلحة النووية، وتقنية المعلومات والاتصالات، باستكشاف الفضاء والطب والبنية التحتية والنقل وغيرها من المجالات ، لافتاً الإنتباه إلى أنه تم تكليف خبراء لإعداد خطة عمل بين روسيا ودول مجلس التعاون في سبتمبر المقبل على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. وأعرب عن ثقته في المزيد من التعاون بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي الذي سيكون أكثر فعالية، مع الأخذ في الحسبان النتائج التي تحققت اليوم. من جانبه أكد وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير أنه فيما يتعلق بالأزمة السورية فإن هناك ثلاث نقاط أساسية أولها التزام إيران والأسد بإيقاف العمليات العسكرية وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية ، واستئناف المفاوضات بين الأطراف وبشكل جاد للبدء في العملية السياسية الانتقالية التي ينص عليها "جنيف 1 " بقرار مجلس الأمن 2254 ، والعمل على التكثيف والتنسيق الدولي بما يسمى بمجموعة فيينا من أجل دعم عملية السلام في سوريا للأمان. وقال " نحن على قناعة أن روسيا تستطيع أن تقوم بدور مهم جداً في هذا الموقف ونحن على دراية فيما تقوم به روسيا". ورداً على سؤال حول موقف المملكة من الأزمة السورية، بين معالي وزير الخارجية أن موقف المملكة هو البدء في المرحلة الانتقالية بموجب إعلان "جنيف 1 " وتأسيس هيئة انتقالية تستلم السلطة من بشار الأسد يؤدي إلى انتهاء دور بشار الأسد في سوريا"، ولكن هذا لا يمنع التشاور والتنسيق مع روسيا من أجل دعم المرحلة السياسية المقبلة في سوريا" . وكشف معاليه عن أن هناك اختلاف فيما يتعلق بالوفد السوري وموقف المملكة وعدد من الدول المشاركة بما يسمى مجموعة فيينا، مشيراً إلى أن المجلس الأعلى للتفاوض بما يسمى مجموعة الرياض هي المجموعة الوحيدة التي تستطيع أن تتفاوض باسم الشعب السوري بينما يعتقد الأصدقاء في روسيا أنه قد يكون هناك فئات أخرى تستطيع أن تتباحث مع النظام، وهذه نقطة تباين ولا أعتقد أنها جوهرية وأساسية. وقال الأستاذ الجبير" نحن نؤيد العملية السياسية لإيجاد حل في سوريا ودعم الأشقاء السوريين في المعارضة من أجل تقديم مواقف بناءة في المفاوضات ولكن ما وجدناه أن هناك عدم جدية في بحث الأمور بالشكل المطلوب ولذلك أصبح هناك مماطلة في هذه المباحثات ، كما وجدنا خروقات كبيرة فيما يتعلق بوقف إطلاق النار ومنع إمداد المساعدات الإنسانية لجميع المناطق السورية مما أدى إلى تعليق المعارضة السورية للمفاوضات لحين التزام نظام بشار الأسد بما تم الاتفاق والتفاهم عليه في المجموعة الدولية . وأضاف قائلاً " نحن نعتقد وخاصة المسائل الحساسة الحالية أن يكون هناك تنسيق وتشاور مكثف مع روسيا بالشأن السوري ، ومع بقية ما يسمى دول فيينا بشأن دعم العملية السلمية إلى الأمام بالرغم من وجود تباين في بعض المواقف ولكن هذا يجب ألا يمنعنا من التشاور والتنسيق في الأمور التي نستطيع عليها، لأننا في نهاية الأمر لا يوجد لدينا أي شك بأن روسيا ترغب أن تكون سوريا دولة مستقلة ذات سيادة يعيش فيها كل السوريين للمساواة وأن تكون خالية من التطرف والإرهاب وهذا ما نسعى عليها في نهاية الأمر ".