ارتبط مفهوم الرفاهية في المفهوم العام والوعي الشعبي بوسائل المتعة الحسية، كالمدن الترفيهية المكتظة بالألعاب والتي يمضي فيها الأطفال والشباب وحتى الكبار أوقاتاً من اللهو والمرح، والمسرح والسينما ووسائل المرح، وعندما كنا نستمع أو نقرأ تقارير الرفاهية التي تصدر سنوياً من مؤسسات دولية عن الشعوب الأكثر رفاهية في العالم كنت أربط هذا المصطلح بالمفهوم الشعبي للرفاهية، وأزعم أن هذا المفهوم لم يكن يبتعد عن تفكير معظمنا، كذلك ارتبط مفهوم « الرفاهية « بالكماليات التي أصبحت ضروريات عصرية، ربما لذلك استحوذت « الهيئة العامة للرفاهية « على هذا القدر من التعليقات ، وتم الربط بينها وبين السينما والمسرح وغير ذلك من وسائل هي اختصاص ثقافي محض أما تلك الأنشطة الخاصة بالرفاهية فهي حسب المصطلح الدولي مختلفة. الدول عندما تؤسس كياناً إدارياً يعنى بشأن اجتماعي ثقافي اقتصادي لابد أن يكون ناشئاً عن حاجة حقيقية أو لاستكمال حزمة الإجراءات والاستراتيجيات التي تتخذها للانتقال لمرحلة التغيير الشامل على مستوى تقدم الدولة ورفاهية الشعب، صحيح أننا بحاجة إلى وسائل الترفيه والمتعة كالسينما والمسرح وغيرهما وهو في اعتقادي اختصاص مباشر للهيئة العامة للثقافة ووزارة الثقافة لكن الهيئة العامة للرفاهية لها اختصاصات مباشرة بالبرامج الاجتماعية وإذا عدنا لمصطلح « الرفاهية « فهو مرتبط ب « قانون الضمان الاجتماعي لعام 1935م الذي نشأت عنه دولة الرفاهية الأمريكية، أي تفعيل مجموعة واسعة من الخدمات للفقراء والمجهدين مالياً» حسب الموسوعة الحرة « ويكيبيديا « من ضمن رؤية « 2030 « تنوع مصادر الدخل عن طريق برامج الاستثمار لذلك تم ربط وزارة التجارة بالاستثمار لتيسير فرص الاستثمار في وطن متنامي الأطراف، وحتى لا تتأثر فرص السعودة لابد من وسائل لزيادة فرص الحصول على الوظائف وتخصيص مزايا للبطالة، الإسكان المدعوم ،كل هذه برامج تندرج تحت اختصاصات الهيئة العامة للترفيه بالإضافة إلى تعزيز التدريب المهني الذي لم يؤتِ ثماره المرجوة في ظل وزارة التعليم التي لازالت بحاجة إلى إعادة النظر في البرامج والخطط التعليمية المترهلة والمباني المتهالكة والمناهج منتهية الصلاحية. إذن مصطلح الرفاهية يشير إلى « أي مساعدة حكومية تستخدم لتعزيز رفاهية مواطنيها، وفي السنوات الأخيرة تم تقييد مصطلح الرفاهية بحيث يشير إلى برنامج المساعدة المؤقتة للأسر المحتاجة والذي يوفر رواتب شهرية للأسر الفقيرة التي تفي بمجموعة معينة من المعايير» وهذا اعتقد ينسجم مع رؤية المملكة 2030 والتي اهتمت بإعادة هيكلة لبعض الوزارات والأجهزة والمؤسسات والهيئات للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم على حد سواء. الهيئة العامة للترفيه، تختص بكل ما يتعلق بنشاط الترفيه» فالرفاهية تعتبر نوعاً من الحماية الاجتماعية، في صورة مساعدات مالية، حوافز للبطالة، خدمات مدعومة مثل الرعاية الصحية المجانية، رغم توفرها في المملكة إلا أن المسؤولين عنها لا يجيدون تقديمها بالشكل اللائق لمستحقيها من المواطنين المرضى الفقراء، لذلك أعتقد أن تنوع مصادر الدخل ورفع الدعم والخصخصة لن تؤثر على الفقراء سلباً طالما أن هناك هيئة مختصة بهم توفر لهم وسائل الرفاهية. « كما يفعل الفقر في سلوكيات الفقراء فإن الرفاهية تحدث نتائج سلوكية أيضا « بيرسون 2006م. [email protected]