كان انتظار السعوديين عصر أمس السبت، للأوامر الملكية الصادرة، خاليا من أي توقع يتجاوز تعيينات وزارية جديدة، ومراهنة على أسماء ستعفى، وأخرى ستبقى وتعين، قبل أن ترتفع حواجبهم دهشة، وتتسع أفواههم ابتساما، مع تلاوة مذيع قناتهم الأولى للأمر الملكي القاضي بإنشاء الهيئة العامة للترفيه، الجهة الحكومية المعنية برفاهية وسعادة السعوديين. وقبل أن يدخل السعوديون أسبوعهم الثاني بعد لقاء ولي ولي عهدهم الشاب الأمير محمد بن سلمان، والذي كشف خلاله رؤية السعودية 2030، والذي ألمح من خلاله إلى أن الترفيه والثقافة رافدان لتحسين مستوى المعيشة خلال فترة قصيرة، جاء الأمر الملكي المثبت لعزم القيادة السعودية على إلغاء بيروقراطية اتخاذ القرار، وسرعة تفعيل كل ما له شأن في مصلحة المواطن السعودي، والعمل الهمام على بداية تحول السعودية وفق رؤيتها الحديثة 2030. وفي الوقت الذي ضج موقع التواصل «تويتر» بوسم السعادة السعودية «#هيئة_الترفيه»، الدولة التي يشكل الشباب نحو 70% من المكون الاجتماعي لها، مستبشرين بالفرح والسرور على إنشاء هيئة تعنى بترفيههم، حملت أماني الشبان والشابات السعوديين بعودة دور افتتاح دور السينما، وتفعيل دور المسرح السعودي، وعودة الحفلات الفنية والغنائية داخل المملكة، مع مراعاتها للخصوصية السعودية. وعلى رغم ضبابية تعريف اختصاص «هيئة الترفيه» الرسمي، والأنشطة المناطة بها داخل السعودية، والتي لم تظهر المعالم الواضحة لها، إلا أن الموسوعة الحرة «ويكيبيديا» عرفت الترفية بأنه كل نشاط يسعى لتوفير التسلية ويسمح للأفراد بتسلية أنفسهم خلال أوقات فراغهم، ويشمل القراءة الشخصية، التمرين على العزف بالآلات الموسيقية، السينما، المسرح، الألعاب، الرقص الجماعي، الرسم، والدمى والمهرجين. وجاء أمر إنشاء «هيئة الترفيه»، ليحمل للسعوديين فور سماعهم إياه الدهشة والسعادة والتطلع إلى حراك ترفيهي سعودي، بدأت معالمه على أنفسهم، قبل أن تزاول هيئته نشاطها فعليا على أرض الواقع، ليقطف بذلك السعوديون أولى ثمار رؤية 2030 حرفيا وسط زحمة الأوامر الملكية التي غيرت ملامح العديد من الجهات التنفيذية والوزارات، قبل بدئهم بالتخطيط لنشاطهم الترفيهي الأبرز خلال الشهر الهجري القادم «الشعبة» استعدادا لصوم رمضان.