النية محلها القلب وهي أن نويت خيراً فخيرٌ وإن نويت شراً فشر ، ومن نوى خيراً فتكتب له حسنة وإن فعلها كتبت له بها عشرة أمثالها وإن نوى شراً لم يكتب وإن فعله كتبت له سيئة وهذا من كرم ربنا عز في علاه على عبيده وخلقه . أما أننا نرتكب الأخطاء أو الذنوب ونقول المهم النية، وهذا ما سمعته من أحد الجالسين في المسجد ويمد رجله تجاه المصاحف الموضوعة أمام قدمه ويقول المهم النية أي يقصد أنه لا ينوي إهانة المصحف أو الإساءة إليه ،وهناك تنبيه لطيف وتحذير من الشيخ بن عثيمين رحمه الله حول هذا الأمر الذي يغفل عنه الكثير بل هناك من يكابر ويقول لا شيء البتة في هذا الفعل وهو فعل ليس فيه تأدب مع الله عز في علاه ولا مع كتابه الكريم المجيد المقدس بل البعض يضعه عند السجود أو الصلاة على الأرض مباشرة ،وفي هذا امتهان للمصحف وعدم تقديس ،التقديس التكريم والحفاظ على الشيء ،وهو كتابنا وقرآننا المقدَّس . مثل هذا الفعل يجرِّئ الكفرة به والحاقدين على الاسلام لامتهان المصحف ولكن متى ما وجدوا أن المسلمين يقدسون كتابهم ويضعونه حيث أمر الله ويبجلونه فإنهم سوف يهابون ويخشون فعل أي شيء تجاهه . وحتى غير المحارب من الكفرة لو وجد المسلمين لا يضعون كتابهم وقرآنهم المقدس المجيد موضع تقديس فهل يضعه في تلك المكانة وهو لا يؤمن به أصلاً ؟. وأما من عذره مرض وأنه لا بد له من مد رجله فيجب وجوباً عليه أن لا تكون المصاحف الكريمة أمام قدمه ولو يتأخر الى الصف الثاني الذي ليس فيه مصاحف أمامه . إن لم نقدِّس كتابنا فسوف يمتهنه من لا يؤمن به بقصد أو غير قصد والنية في غير محلها وموضعها السليم فهي لا تكفي ولا ترد عنك الذنب . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه [email protected] ص ب 218 المدينةالمنورة 41411 [email protected]