بعد خمس سنوات من انطلاق شرارة الثورة التونسية، خرجت فادية حمدي، الشرطية التي اتهمت بصفع محمد البوعزيزي ومصادرة عربة الخضراوات التي كان يملكها، بتصريحات قالت من خلالها إنها "تحسّ بأنها المسؤولة عن معاناة التونسيين الآن، وعمّا يحدث في المنطقة من موت وتطرف". وفي تصريحات لجريدة التلغراف البريطانية، قالت حمدي: "أشعر أنني مسؤولة عن كل شيء.. ألوم نفسي من حين لآخر، وأقول إن كل ما يحدث تسببت فيه. لقد ساهم سلوكي في صنع التاريخ، لكن انظروا أين نحن الآن، التونسيون يعانون كما كانوا دائمًا". وتابعت فادية التي حضرت في الاحتفالات التي أقيمت في مدينة سيدي بوزيد بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة التونسية: "عندما أنظر إلى المنطقة وإلى بلادي، حيث الموت في كل مكان، والتطرف يزدهر ويقتل الأرواح الجميلة، أندم على كل شيء". وقد قضت محكمة تونسية ببراءة فادية حمدي عام 2011 من التهم الموجه لها بعدما تنازلت عائلة البوعزيزي عن الدعوى، وبعد مطالب واسعة من ساكنة مدينة سيدي بوزيد بإطلاق سراحها، بما أن الكثير من الشهود نفوا أن تكون حمدي قد صفعت البوعزيزي، كما أن حمدي، التي سُجنت لأربعة أشهر، أنكرت صفعها للبوعزيزي، وقالت إنها لم تقم سوى بحجز عربية بناءً على تعليمات البلدية. وكان البوعزيزي، البائع المتجول في مدينة سيدي بوزيد، قد أقدم على حرق نفسه في 17 ديسمبر 2010 بعد مصادرة الشرطة لعربته، ممّا خلق موجة عارمة من الاحتجاجات في المدينة، انتقلت إلى كامل ربوع تونس، ممّا أدى إلى سقوط نظام زين العابدين بن علي، وقيام ثورات أخرى في المنطقة.