في مفاجأة من العيار الثقيل، قضت محكمة تونسية في مدينة سيدي بوزيد، ببراءة فادية حمدي الشرطية من تهمة صفع محمد البوعزيزي الذي قيل إنه انتحر بعد أن صفعته، وهو الحادث الذي أطلق شرارة الثورات التي تشهدها الساحة العربية في الوقت الراهن. وأمرت المحكمة التونسية بتبرئة فادية من تهمة الاعتداء على البوعزيزي، وهو ما قوبل بارتياح لدى أوساط واسعة في المدينة التي كانت تطالب برأسها مند أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي. وكسبت فادية بالفعل تعاطفًا شعبيًّا في بلادها على اعتبار أن صفعتها جلبت الحرية إلى الشعب التونسي. وقال الناشط السياسي التونسي كمال جلالي إن قاضي المحكمة الابتدائية أصدر حكمًا يقضي "بعدم سماع الدعوى في قضية الشرطية فادية حمدي المتهمة بالاعتداء على محمد البوعزيزي. وأضاف أن هذا الحكم صدر بعد الاستماع للشهود الذين أجمعوا على أن الشرطية فادية حمدي لم "تصفع البوعزيزي، كما لم تعتدِ عليه"؛ وذلك خلافًا لما تردد في وقت سابق. وحسب جلالي، فإن هذا الحكم أثار ارتياح الذين تابعوا هذه القضية داخل المحكمة في مدينة سيدي بوزيد الواقعة على بعد نحو 265 كيلومترًا جنوبتونس العاصمة، باعتباره "بدد حالة الاحتقان في المدينة بإشاعة أجواء من المصالحة". وكانت فادية ستواجه السجن خمس سنوات بعد أن وجَّهت إليها النيابة تهمة الاعتداء على موظف أثناء أداء وظيفته، لكن غالبية الشهود ممن تم الحديث إليهم من قبل المحاكمة كانوا يقدمون روايات مختلفة. وكانت المعلومات التي جرى تداولها قد أفادت بأن الشرطية فادية حمدي "تعمَّدت صفع محمد البوعزيزي ومصادرة عربة للخضروات والفواكه كان يعيش منها؛ ما دفع البوعزيزي إلى إحراق نفسه في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي، ثم توفي. يُشار إلى أن الشرطية فادية حمدي آنسة، وتبلغ من العمر 45 عامًا (من مواليد 1965)، وهي الرابعة في ترتيبها ضمن 7 أشقاء، وتعمل شرطية منذ عام 2000، وتتقاضى شهريًّا 450 دولارًا.