أصدرت المحكمة الابتدائية بمحافظة سيدي بوزيدفيبتونس اليوم قرارا بالإفراج عن شرطية التراتيب البلدية فادية حمدي (35 عاما) المتهمة بصفع البائع المتجول المنتحر محمد البوعزيزي مفجر ثورة 14يناير التي أطاحت بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وقضت المحكمة بعدم سماع الدعوى في هذه القضية وأغلقت ملفها نهائيا بعد أن قامت عائلة البوعزيزي اليوم بإسقاط الدعوى القضائية التي رفعتها ضد فادية حمدي. وجرى النطق بالحكم خلال جلسة مغلقة لم تسمح السلطات للصحفيين بحضورها وحضرتها فقط عائلتا البوعزيزي وحمدي ومحاميهما. واحتشد عشرات من أهالي سيدي بوزيد أمام المحكمة مرددين "الشعب يريد إخراج فادية حمدي من السجن" ، فيما عمت مشاعر الفرح مدينة سيدي بوزيد بعد الإفراج عن الشرطية. وكانت بسمة المناصري محامية الشرطية أعلنت في وقت سابق أن السلطات اعتقلت فادية حمدي منذ نهاية ديسمبر الماضي وأبقتها دون محاكمة في إجراء وصفته بأنه خرق للقانون التونسي. ولم يفتح القضاء التونسي ملف الشرطية إلا يوم 5 أبريل الجاري عندما عين قاضيا جديدا كلفه بالتحقيق في القضية والاستماع إلى الشرطية والشهود. وتم فتح ملف القضية بعد دخول الشرطية في إضراب مفتوح عن الطعام بالسجن، ووالديها في اعتصام مفتوح بمنزلهما في مدينة منزل بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد. وذكرت محامية فادية حمدي أن كل الشهود في القضية نفوا أن تكون الشرطية صفعت البوعزيزي إلا شاهد واحد قالت إنه من ذوي السوابق العدلية وسبق له أن حوكم في قضية خيانة أمانة. واتهمت عائلة الشرطية نقابيين وسياسيين بالترويج للصفعة "الوهمية" في وسائل الإعلام العالمية من أجل إثارة الرأي العام المحلي وإطلاق شرارة الاحتجاج على نظام الرئيس المخلوع. وكانت منوبية البوعزيزي والدة محمد البوعزيزي قالت في وقت سابق إن فادية حمدي صفعت ابنها وشتمت أباه المتوفى عندما احتج على مصادرة الشرطة البلدية لعربة مجرورة كان يبيع عليها الخضار والفاكهة في السوق دون حمل ترخيص بلدي. وأضرم محمد البوعزيزي في نفسه النار بعد أن سكب على جسمه البنزين أمام مقر محافظة سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر الماضي احتجاجا على رفض المحافظ قبوله لتقديم شكوى ضد أعوان الشرطة البلدية الذين صادروا عربته التي تمثل مورد رزقه الوحيد. واندلعت في تونس يوم 18 ديسمبر الماضي مظاهرات شعبية عمت في وقت لاحق كل مناطق البلاد وأدت إلى الإطاحة بنظام بن علي يوم 14 يناير الماضي. وفارق البوعزيزي (26 عاما) الحياة في الرابع من يناير الماضي بمستشفى في مدينة بن عروس (10 كلم جنوب العاصمة تونس) متأثرا بالحروق البليغة التي لحقته.