يبدو نظام بشار الأسد يعيش وضعًا حرجًا بعد التقارب الروسي - السعودي، لاسيما في ظل استضافة موسكو لوزير الخارجية عادل الجبير ووفد من الائتلاف السوري المعارض بما يعتبر في نظر المراقبين تحولاً جذريًا في الموقف الروسي إزاء الملف السوري. أهمية هذا اللقاء الذي يعقد غدًا أنه يتزامن مع سلسلة الهزائم التي يمنى بها النظام السوري على كافة الجبهات، ومع هزائم مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح على يد المقاومة الشعبية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية، وهو ما يدفع إلى نزوع موسكو إلى الواقعية التي تعتبر تداعي نظام الأسد وبداية النهاية لهزيمة الانقلابيين في اليمن سببًا وجيهًا لتخلي موسكو عنهما، لاسيما بعد إدراكها أن مصلحتها تكمن في تمتين علاقاتها مع المملكة، وهو ما أكدته التطورات الأخيرة في العلاقات بين البلدين التي تسير في خط تصاعدي في عدة اتجاهات بما في ذلك النية على تضافر الجهود في الحرب على داعش.أهمية لقاء الجبير مع نظيره الروسي لافروف غدًا أنه يعتبر استكمالاً لمباحثات سمو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان مع المسؤولين الروس خلال زيارته الأخيرة لموسكو التي فتحت آفاقًا رحبة في العلاقات بين الجانبين، واستكمالاً أيضًا للاجتماع الثلاثي الذي جمع الجبير بنظيره الروسي والأمريكي الأسبوع الماضي.التقارب الروسي السعودي يحمل رسالة إلى نظام الأسد المتداعي والحوثيين في اليمن بأن موسكو أصبحت أكثر اقترابًا من الموقف السعودي تجاه الملفين السوري واليمني، وأن مصلحة روسيا تدفع في اتجاه تحقيق المزيد من هذا التقارب، وحيث أصبحت المؤشرات تدل على اقتراب نهاية الأزمتين السورية واليمنية، سواء عسكريًا، أو من خلال جنيف -3 سوريًا ، أو جنيف-2 يمنيًا، استنادًا إلى القرارات الأممية، وهو ما يعني في الحالة السورية الانتقال السلمي للسلطة بدون الأسد، وفي الحالة اليمنية عودة الشرعية إلى اليمن.