كشفت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وصل في وقت متأخر مساء أمس إلى العاصمة القطريةالدوحة للقاء أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، على أن يلتقي في وقت لاحق بنظيريه، الأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير. وقالت الوزارة في بيان رسمي إن محور زيارة لافروف سيكون قضايا تسوية الأزمة السورية، وسبل مكافحة تنظيم داعش. مضيفة أن المباحثات سوف تتطرق كذلك إلى قضايا التسوية السلمية في سورية، واليمن، وليبيا. مع التركيز على مهمة توحيد جهود المجتمع الدولي لإيجاد حلول مقبولة من الجميع للأزمات الحادة المستمرة في البلدان المذكورة، إضافة إلى التصدي بشكل منسق وفعال لخطر الإرهاب، الذي تمثله تنظيمات مثل داعش والقاعدة وغيرهما. كما سيولي الاجتماع أهمية كبيرة لموضوع تعزيز الاستقرار في منطقة الخليج. وقالت الخارجية في هذا السياق إن الجانب الروسي سيلفت اهتمام قطر إلى المبادرة الروسية لإنشاء منظومة الأمن الجماعي في هذه المنطقة الاستراتيجية، التي تقوم موسكو بتفعيلها خلال السنوات الأخيرة. وسيناقش كذلك بالتفصيل دور ومكانة إيران في الشؤون الإقليمية بعد التوصل إلى الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي في فيينا بين طهران والمجتمع الدولي. وأشار مراقبون إلى أن الاجتماع سيكون مخصصا بدرجة أولى للتباحث بشأن إيجاد حل للأزمة السورية، وإمكانية تكوين حكومة انتقالية تجمع مختلف مكونات المعارضة، لإنهاء حقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في ظل انهيار قواته ووصول نيران المعارضة إلى معاقله الساحلية. وأكد هؤلاء أن التقارب السعودي الروسي سيكون دافعا أساسا لإيجاد صيغة توافق على إثرها موسكو على إنهاء حكم الأسد، والدخول في مفاوضات ومباحثات جدية لتغيير الخارطة السياسية وفق مبادئ مؤتمر جنيف1. وأضافوا أن لقاء الدوحة سيحدد مصير الأسد، والآليات التي يمكن اتباعها للخروج من بوتقة الجمود الدولي في التعاطي مع الواقع السوري، عقب فشل المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا في تقريب وجهات النظر. مؤكدين أن روسيا بدأت تستشعر عدم قدرة الأسد على الصمود لمواجهة الضغوط الكبيرة الممارسة عليه، إضافة إلى هزائمه الميدانية المتفاقمة. ومضت المصادر بالقول إن كيري سيحاول من جانبه طمأنة دول الخليج العربي بخصوص الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في الرابع عشر من الشهر الماضي في فيينا. وأنه سيحاول التأكيد على أن الاتفاق لا ينطوي على مخاطر للمنطقة. واستدركت بالقول إن المخاوف الخليجية لن يستطيع كيري تبديدها بالسهولة التي يتوقعها، لأن دول المنطقة تريد ضمانات فعلية تتجاوز التصريحات الأميركية.