برغم المساحة الصغيرة لجمهورية الشيشان فإن مواردها الاقتصادية والاستراتيجية جعلتها محور اهتمام بالغ من روسيا الاتحادية. ويشكل البترول والغاز الطبيعي والزراعة والطاقة المائية أهم المصادر، ويعتمد الاقتصاد الشيشاني على البترول بشكل رئيس، الذي تتركز عمليات استخراجه وتكريره ومصانعه في المنطقة الواقعة بين جروزني العاصمة ومدينة جودرميس، ويقع أكبر مصنع لتكريره في العاصمة جروزني. ورغم الأهمية المطلقة لإقليم القوقاز فإن وزنه النسبي قد اختلف بتغير خريطة روسيا الجغرافية - السياسية، ويتفق الباحثون على تقسيم القوقاز سياسيًّا إلى قسمين هما: القوقاز الشمالي ويشمل ست جمهوريات خاضعة للسيادة الروسية والقوقاز الجنوبي ويشمل ثلاث جمهوريات. ومع الحرمان الروسي من النوافذ الساحلية التي فقدتها مع استقلال أوكرانيا وجورجيا وأذربيجان وأرمينيا، صارت الشيشان ذات أهمية خاصة لروسيا ، إلا أنه في عام 1991 سيطر الجنرال السابق بالجيش السوفياتي جوهر دوادييف على الحكم في جمهورية الشيشان وفاز بانتخابات نظمت في سبتمبر من السنة نفسها، وبعد شهرين من ذلك أعلن استقلال الشيشان عن روسيا الاتحادية. رفضت موسكو جملة وتفصيلا الخطوات التي أقدم عليها دوداييف، وقرر الرئيس السابق بوريس يلتسين إرسال جيشه إلى الشيشان حيث واجه مقاومة شرسة دفعته إلى التراجع. وتبنت موسكو استراتيجية جديدة تمثلت في إنشاء ودعم عدد من الحركات المسلحة المعارضة لنظام دوداييف. وبعد سنتين من المعارك، قررت روسيا مجددا إرسال قوة عسكرية مكونة من نحو ثلاثين ألف رجل، حيث نجح الجيش الروسي في دخول العاصمة الشيشانية غروزني في يناير 1995. وتسببت المعارك في مقتل نحو 25 ألف شيشاني، وخمسة آلاف جندي روسي، كما خلفت مئات الآلاف من اللاجئين. وتتمحور الخطط الاستراتيجية الروسية -على المستوى الإقليمي- على تدعيم تماسك الدولة الروسية وتأكيد الاتحاد الروسي. ونجحت موسكو في وضع نهاية رسمية للحرب في الشيشان عام 2009، بتصفية جل المعارضين، وتنصيب موسكو حاكما لها بصلاحيات واسعة على الشيشان وإنغوشيا وأوسيتيا الشمالية وداغستان. وجمهورية الشيشان جزء من إقليم القوقاز؛ تحدها جنوبا داغستان وجورجيا، وشمالا داغستان وروسيا، وغربا أوسيتا الشمالية وأنغوشيا، وتبلغ مساحتها نحو 17300 كم2، وهي ذات مناخ قاري. والشيشان إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية، عاصمتها غروزني ولغتها الرسمية الروسية والشيشانية، تتبنى نظاما جمهوريا، وعملتها الرسمية هي الروبل الروسي. أعلنت استقلالها عن روسيا عام 1991 ما تسبب في اندلاع معارك طاحنة استمرت إلى حدود 2009. وتشير تقديرات 2013 إلى أن عدد سكان الشيشان يبلغ نحو مليون و336 ألفا و989 نسمة. ويشكل الشيشانيون 70% من سكانها، بينما يمثل الروس وقوميات أخرى النسبة الباقية. يدين غالبية سكان الشيشان بالإسلام.