وصلت سفينتان تقلان مساعدات إنسانية أمس الأربعاء إلى جنوب اليمن حيث تتواصل المعارك العنيفة حاصدة عشرات الضحايا، بعد أسبوعين على بدء الضربات الجوية ل»عاصفة الحزم» على مواقع للحوثيين وحلفائهم، وتركزت المعارك بين أنصار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من جهة والحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة ثانية في مدينة عدنجنوب اليمن بشكل خاص، وأفادت مصادر محلية أن 22 شخصًا على الأقل قتلوا الاربعاء في قصف للمتمردين على احياء في عدن، وقال مصدر محلي: إن الحوثيين قصفوا بالمدفعية حيًا في وسط عدن من التلال المشرفة على المدينة، وأفاد شهود عيان أن الجثث انتشرت في الشوارع وسمعت نداءات استغاثة من مكبرات الصوت في الجوامع. بدورها، ذكرت وكالة «فارس» للأنباء القريبة من الحرس الثوري الإيراني: إن سفنًا حربية إيرانية تتجه إلى خليج عدن ومضيق باب المندب «لحراسة المصالح الإيرانية هناك». وبررت الوكالة الحكومية الإيرانية هذا الإجراء بالقول: إنه يأتي «لتوفير الأمن لخطوط الملاحة البحرية الإيرانية وصون مصالح الجمهورية الإيرانية في المياه الدولية الحرة» (حسب البيان). وكشفت «فارس» أن المجموعة البحرية التي تقوم بهذه المهمة تضم الفرقاطة اللوجستية «بوشهر» والمدمرة «البرز». وفي أبوظبي لم يستبعد وزير خارجية الامارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قيام عملية برية ضد الحوثيين في اليمن، ألا أنه اعتبر انها يجب ان تحصل على «الضوء الاخضر» من الرئيس اليمني، وردًا على سؤال حول ما اذا كان التحالف الذي تقوده المملكة وتشارك فيه الامارات سيرسل قوات برية الى اليمن، قال الوزير: «لا يمكن أن نضع أي حدود لخياراتنا». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليمني رياض ياسين: «لن نأتي بأي عمل دون أن يكون هناك ضوء اخضر منهم»، مشيرًا الى وجود تنسيق مستمر مع الحكومة اليمنية المعترف بها. يأتي هذا فيما اتخذت ميليشيات الحوثي وأنصار صالح من مقر القنصلية الروسية الواقعة بخور مكسر مقرا لغرفة العمليات التي تدير منها عملياتها ضد أبطال المقاومة الجنوبية. من جهته، أعلن تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» عن مكافاة بقيمة 20 كلج من الذهب لكل من يقتل أو يقبض على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وزعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي اللذين اعتبرهما «رأسي الشر في اليمن»، وقال التنظيم في بيان على الإنترنت «نعلن عن جائزة ومكافأة مقدارها عشرون كلغ من الذهب لمن يقتل أو يقبض على الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وزعيم الحوثيين عبدالملك بدر الدين الحوثي»، المتهمين بالتحالف مع إيران للاستيلاء على الحكم في اليمن. ونجحت منظمة (أطباء بلا حدود) الاربعاء في نقل طنين ونصف طن من المعدات الطبية إلى عدن في خطوة هي الاولى من نوعها منذ بدء «عاصفة الحزم» في السادس والعشرين من مارس الماضي، وفي اليوم الرابع عشر من الغارات الجوية استهدف القصف مطار عدن الدولي الذي يسيطر عليه الحوثيون. وبعيدًا الى الغرب شنت طائرات تابعة للتحالف غارة على موقع للمتمردين قبالة مضيق باب المندب الإستراتيجي على البحر الأحمر، حسب ما أفاد مصدر عسكري، وفي العاصمة صنعاء أعلن المتمردون أن غارة جوية استهدفت مبنى تابعًا لإحدى الوزارات ما ادى الى اصابة 26 شخصًا بجروح. وأقر وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر الاربعاء بان تنظيم القاعدة يسجل تقدمًا على الارض في اليمن لكنه توعد بأن الولاياتالمتحدة ستواصل ضربها للتنظيم المتطرف رغم الوضع الفوضوي في هذا البلد، وقال كارتر في طوكيو في اطار جولة اسيوية ستقوده ايضا الى كوريا الجنوبية: «نراهم يسجلون تقدمًا على الارض». واضاف كارتر في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الياباني جين ناكاتاني: إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يمثل «منذ زمن طويل تهديدًا خطيرًا على الغرب بما في ذلك الولاياتالمتحدة وسنستمر في محاربته»، وأضاف: «بالتأكيد من الاسهل دومًا قيادة عمليات لمكافحة الارهاب عندما يكون هناك حكومة مستقرة توافق على التعاون». وفي إسلام آباد أكد وزيرا الخارجية الايراني والباكستاني مساء الاربعاء أنهما يريدان «تسهيل» الحوار اليمني لإيجاد حل سياسي في هذا البلد، وترغب إسلام آباد في تشجيع الحوار في اليمن مع التأكيد على استعدادها للتدخل عسكريًا في حال تعرضت وحدة أراضي السعودية لأي تهديد، ومساء الاربعاء استقبل وزير الخارجية الباكستانية سرتاج عزيز في إسلام آباد نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، ودعا الرجلان الى تشجيع «الحوار اليمني» لإخراج البلاد من الأزمة الحالية. من جهة أخرى عرض الحزب الاسلامي الذي يقوده قلب الدين حكمتيار أحد القادة القدامى الذين قاتلوا القوات السوفياتية في افغانستان الاربعاء إرسال «آلاف» المقاتلين إلى اليمن لدعم التحالف السعودي، وفي بيان نشر بلغة الباشتو على الموقع الإلكتروني الرسمي للحزب وتأكدت وكالة فرانس برس من صحته، قال الحزب الاسلامي: «إن المسلمين يجب ان يتحدوا ضد إيران» التي «تتدخل» اليوم في شؤون اليمن بعد العراق ولبنان، وقال بيان الحزب الاسلامي: «إذا كانت هناك إمكانية للذهاب إلى العراق أو إلى اليمن، فإن آلاف المجاهدين الافغان سيتوجهون إلى هناك لتطويق تدخل إيران والدفاع عن إخوانهم المسلمين».