عالم أكاديمي، قيادي فذ، النجاح عنوانه، التميّز هدفه، والإبداع طريقه، جمع بين سلاح العلم وعبقرية الإدارة وجهد العمل، سخّر علمه ووقته وجهده لخدمة الوطن وتنمية المواطن، سعى إلى الريادة في البحث العلمي، واعتمد الالتزام والدقة شعارًا في جميع مراحله، استثمر نجاحه في تحفيز طلابه بوضع مبدأ الشراكة، فعمل بروح الفريق الواحد، ليحقق قصة نجاح ساهمت بفعالية في توطين ثقافة التميّز والإبداع لأبناء هذا الوطن. ترجم عبقريته وتميّزه بالموازنة بين عمله الأكاديمي المحبب، ومسؤولياته الإدارية العديدة، وانشغاله برئاسة العديد من اللجان العلمية والأكاديمية والبحثية، بمواصلة التميّز العلمي مواكبة أحدث ما توصلت إليه البحوث العلمية في مجاله، حيث أعد وشارك في أكثر من 20 بحثًا علميًّا أكاديميًّا منشورًا في أشهر الجامعات العالمية. هو الدكتور محمد بن علي بن هيازع آل هيازع، المولود في عام 1959م في تهامة بللسمر، فتأثر بطبيعتها الجميلة، وجبالها الراسخة، وانطلق منها ليكمل دراسته في الرياض، حيث حصل على بكالوريوس العلوم من قسم الكيمياء بجامعة الملك سعود، سافر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في مرحلة جديدة نحو أفق تنويري أعلى، في معامل بوسطن الجامعة امتزجت رائحة الكيمياء بجهد وطموح قادم بشغف ليحصد الماجستير بامتياز 1988، وتقبض عليه يد الرغبة -كنابغ- ليبقى داخل جدران الجامعة الأمريكية مدرسًا مساعدًا بوجه وهوية سعودية، ولتسامق همّة آل هيازع الزمان والمكان، ويقبض في يديه درجة الدكتوراة في الكيمياء من نفس الجامعة 1992. ويعود إلى الوطن. تدرج في ساحة الوطن، وأضاء في سماء المدائن، وأورق في عدد من الجامعات. وكان في كل مكان أنموذجًا للعمل والجهد والبحث. عمل أستاذًا مساعدًا بقسم الكيمياء بجامعة الملك سعود، فرع أبها، ثم انتقل إلى الرياض، ليعود ثانية إلى فاتنة الجنوب أبها أستاذًا بكلية التربية، فوكيلاً، ثم عميدًا، حتى عام 1420ه. وانتقل أستاذًا بكلية العلوم بجامعة الملك خالد ليرتقي أعلى المناصب، فتولّى عمادة كلية العلوم، وعميدًا مكلفًا لكلية الحاسب الآلي، وكذلك عميدًا مكلفًا لكلية الهندسة بجامعة الملك خالد في أبها، حتى عام 1423ه، ثم وكيلاً للجامعة للدراسات العليا والبحوث. عبقريته الإدارية، وتميّزه العلمي مكنتاه من تولّي العديد من المناصب الإدارية، واللجان العلمية، إلى جانب عمله الأكاديمي، أبرزها أمينًا عامًّا لجائزة أبها للتعليم العالي، وترأس العديد من اللجان منها لجنة الإسكان، والامتحانات، والبحوث بجامعة الملك سعود بأبها، ثم رئيسًا للمجلس العلمي بجامعة الملك خالد، ورئيسًا للجنة الدائمة للخطط والمناهج العلمية، ورئيسًا للجنة الابتعاث والتدريب، والشؤون الطلابية بجامعة الملك خالد حتى 13/11/1428. وفي نقلة علمية وإدارية، نال الدكتور محمد بن علي آل هيازع الثقة في تولّي منصب مدير جامعة جازان، ليبدأ رحلة جديدة من التحدّي بتولّي جامعة ناشئة في عمرها الأكاديمي، واستطاع آل هيازع بالرؤية الثاقبة، والعمل المتواصل أن ينقل رسالة الجامعة من شاطئ البحر الأحمر إلى كل دول العالم، ويسطّر طلابها لوحات التميّز في كل المحافل العلمية والدولية، حيث رفع شعار الالتزام بالحفاظ على الاعتماد الأكاديمي العالمي في مدخلات ومخرجات العملية التعليمية والتربوية وتطوير المراكز البحثية لضمان تميّزها وريادتها في البحوث الإبداعية. توّج الدكتور آل هيازع نجاحه العلمي والإداري في نيل ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أصدر أمره الكريم في 16/2/1436ه بتعيينه وزيرًا للصحة، تلك الوزارة التي تعاني -بلا شك- من عدة مشكلات مزمنة، ليبدأ معها آل هيازع مسؤوليات جسامًا، وتحدّيات كبيرة أهمها ضعف الخدمات الطبية، وغياب الجودة الصحية، وتعثر عدد من مشروعات المستشفيات والمراكز الصحية، وإن كانت هناك عدة تحديات لا نغفلها أسهمت في إرباك تلك الوزارة، وشتت جهودها، وأضعف إنجازاتها وهي المساحة الشاسعة للمملكة، وكذلك عدد السكان المتنامي إلى ما يشارف على 30 مليون نسمة، بالإضافة إلى الزيادة المطّردة في عدد الزائرين لبيت الله الحرام من حجاج ومعتمرين. آل هيازع يدرك حجم كل هذه التحدّيات، ويدرك أن (الصحة) هي الرهان الأهم والأخطر والأبرز. وقد صافحنا في إطلاليته الأولى بعقلانية رزينة وهادئة جدًّا، حين أشار إلى أمانة المسؤولية، وأمانة الخدمة ليكون الوعد رعاية صحية لجميع أبناء الوطن، وبأفضل المستويات.