حتى عهد قريب كانت تدب الخلافات في داخل بعض الأسر عندما يرغب أحدهم بسماع الأغاني بمناسبة الفرح أو الأهازيج ونحوها، وتحدث بعض الانقسامات تنتهي في أغلب الأوقات بانسحاب من يعتقد أنه متضرر من سماع الموسيقى، وعادة ما يترك هذا الأمر غصة في نفوس بقية أعضاء الأسرة، وبفضل من الله بدأت تختفي هذه الحالات. ونحن اليوم إزاء شيء آخر مما يغضب البعض في مناسبات الأفراح (أنا أحدهم) قوامه أمران: الأول هو الحضور المتأخر للمناسبة، تصل بعضها إلى العاشرة مساءً وحالات نادرة إلى العاشرة والنصف أو الحادية عشرة مساءً، مما حدا ببعض الداعين إلى تأخير العشاء إلى ما بعد الحادية عشرة مصحوباً بعدم التسامح مع مَن يرغب الانصراف، فضلاً عن عدم التزام البعض بإيقاف سياراتهم في الأماكن المخصصة للوقوف؛ مما قد يعيق من يرغب في الانصراف المبكر من الخروج، وكأن مَن يحضر مناسبة الفرح يعاقب بشكل أو بآخر على حضوره ومشاركته أفراح الآخرين، في الوقت الذي يحثنا ديننا الحنيف على تلبية الدعوة. الأمر الآخر أننا رزئنا في السنوات الأخيرة بعشاق الصوت المرتفع في الغناء من خلال مكبرات الصوت، والذي نعرفه أن هذا الأمر شائع بكل أسف بين مناسبات النساء إلا أن هذه الآفة انتقلت إلى المناسبات الرجالية، معظمنا يحب الغناء والأناشيد ويرغب في الاستماع إليها لاسيما في مناسبات الأفراح.. أما أن تكون مكبرات الصوت سبباً في إلحاق الأذى بالحضور، فهذا أمر غير مقبول ويلزم إعادة النظر في مثل هذه الأمور التي تسبب التلوث السمعي فضلاً عما تُحدثه من أذى للسمع يحذر منه دوماً أطباء الأذن والحنجرة، فضلاً عن نصيحة ذوي الاختصاص بعدم تناول وجبة العشاء في وقت متأخر ولتجنب الأضرار التي يمكن أن تُحدثها للجسم. لعل من المناسب بل من الضرورة تحديد موعد الدعوة بالساعة والدقيقة، وتجنب الاعتماد على التوقيت الآخر مثلا (بعد صلاة العشاء أو نحوه) أو (ليلة كذا) وكل هذا النوع من الدعوات لا يؤكد جدية الالتزام بالوقت، كما أن الحرص على خفت الصوت الصادر من مكبرات الصوت دليل على ذوق الداعين وتقديرهم لمشاعر المدعوين، والله المستعان. [email protected]