خلال الأسبوع الماضي لم يكن حديث المجتمع عن انطلاق الموسم الدراسي وكيف بدأ الطلاب والطالبات أول أسبوع لهم في المدارس، كما لم يكن حديثهم عن المجموعات الإرهابية التي تم القبض عليها من قبل القوات الأمنية، بل كان محور الحديث هو الفيلم المثير الذي تناقلته وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعية وعبر كاميرات التصوير التي وثقت الحدث ومن خلال زوايا مختلفة لذلك الموقف الذي وقع بين البريطاني وزوجته من جهة وبين رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة أخرى. بداية أنا على ثقة بأنه لو جرى اليوم استفتاء بخصوص إبقاء دور الهيئة أو إلغائه فإن النسبة الأغلب من مجتمعنا ستؤيد إبقاء دورالهيئة لأهمية ما تقوم به من دور في سبيل محاربة الرذيلة وحماية الفضيلة، ولكن كلنا يعلم بأن ماحدث لم يكن للمرة الأولى في مجتمعنا ولن يكون الأخيرة، والسبب هو أن طبيعة أسلوب ومنهجية بعض منسوبي الهيئة في التعامل مع بعض الأحداث تقوم وكما يظهر أمام معظم أفراد المجتمع على الترهيب والتخويف والتهديد وفي بعض الأحيان العنف غير المبرر ، وهذه المبادىء والمعايير ليست جديدة بل هي معايير قديمة تبناها بعض أفراد الهيئة وقاموا بنقلها لمن بعدهم من أجيال، فما ترونه اليوم من سلوكيات سلبية من بعض أفراد الهيئة هو محصلة ثقافة تم تناقلها اعتقاداً من البعض بأن هذا هوالأسلوب الصحيح، ولذلك من الصعب أن يتغيرهذا الأسلوب بين يوم وليلة فالتغيير يحتاج إلى وقت وجهد ومصداقية. اليوم وفي عصروسائل التواصل الاجتماعية والفضائيات والنقل المباشر أصبح ضرورياً على الهيئة أن تعيد النظر في طريقة عمل أولئك الأفراد لتؤكد لهم بأننا نعيش في عصر مختلف وإن الدورالهام الذي يقومون به يمكن أن يتم ويتحقق ولكن بأسلوب مختلف وبطريقة مرنة عصرية تقوم في الدرجة الأولى على احترام الإنسان وتقديره حتى لو كان مخطئاً، وفي الحقيقة فإن الهيئة تسعى جاهدة ومن خلال العديد من الإجراءات التي تقوم بها لتغييرتلك الصورة السلبية عنها والتي ساهم - ولا يزال - بعض أفرادها وعبرعقود من الزمن في جعلها صورة قاتمة يخشى الناس أن ينظروا اليها ، ولكن الهيئة جزء من مجتمعنا ولزامٌ علينا أن لانكتفي بتوجيه اللوم لها على سلبياتها ومواصلة انتقادها بل يجب علينا أن نتعاون معها لإظهار الوجه المشرق لها ولإبراز محاسنها ومساعدتها في التغلب على سلبياتها لندعمها في حفظ مجتمعنا من الفساد والمفسدين. [email protected]