للكبير في السن احترامه ومكانته وتقديره في مجتمعنا، وله الشكر والوفاء على ما قدمه من إنجاز ومن نتائج مميزة، والملاحظ أن معظم الوظائف القيادية الموجودة اليوم في القطاع الحكومي وفي كثير من شركات ومؤسسات القطاع الخاص يشغلها كبار السن، وقد يكون بعض هؤلاء يعاني أمراضًا وصعوبة في التنقل أوالحركة أومتابعة بعض الأمور الميدانية أوحتى استيعاب بعض التقنيات العصرية الحديثة، إلا أن كثيرًا ما نرى أن مثل هذه المناصب القيادية تبقى حكرًا على كبار السن. وللكبير هيبته وخبرته وتجاربه التي تسهم في تكليفه ببعض المناصب القيادية، غير أن مجتمعنا اليوم مجتمع شاب، فأكثر من 60 في المائة من تركيبته السكانية هي من الشباب، وحتى تستطيع أن تقود أي فئة يجب أن تكون قريبًا منهم، وأن تعرف طبيعتهم وأسلوب معيشتهم وكيف يفكرون وما طموحاتهم وأهدافهم المستقبلية، بل يجب أن تتعرف على هواياتهم وطبيعة علاقاتهم فيما بينهم وبين أسرهم وبينهم وبين مجتمعهم. سيبقى للكبار احترامهم وتقديرهم ومكانتهم، لكنهم مع تقدم العمر قد تقل إنتاجيتهم وقد لا تساعدهم صحتهم على ذلك، فيجب عليهم أن يحرصوا على إعطاء الفرصة للشباب أثناء وجودهم، ليتمكنوا من توجيههم وإرشادهم وتقديم الدعم والمشورة اللازمة لهم بدلًا من إقصائهم وعزلهم والحرص على حجب أي منصب قيادي عنهم وعدم ترشيحهم له، وعلى الرغم من أن لكل فريق سلبياته وإيجابياته إلا أننا في حاجة اليوم إلى قيادات شابة لا تستغني عن دعم الكبار ومساندتهم. إن في شباب وشابات هذا الوطن خيرًا كثيرًا، وهناك أمثلة كثيرة لم تجد فرصتها في القطاع العام الحكومي فهاجرت إلى القطاع الخاص فوجدت القبول والاحترام والتقدير وتبوأت أعلى المناصب، وهي اليوم نموذج نفتخر به، فحري بنا أن نهتم بشبابنا وأن نعطيهم الفرصة الكاملة وألا نغيبهم عن دائرة قراراتنا، وأن نسعى إلى تأهيلهم وتشجيعهم على خدمة وطننا. [email protected]