تغيير أيام الإجازة الإسبوعية من الخميس والجمعة لتكون الجمعة والسبت هوهاجس يؤرق كثيرا ًمن فئات المجتمع وخصوصاً رجال الأعمال الذين يخسرون أربعة أيام في الأسبوع في معاملاتهم مع المصارف الدولية والشركات الخارجية ، وتأتي دعوات رجال الأعمال لتغيير مواعيد الإجازة لتأثيرها على الجانب الإقتصادي الوطني مشيرين في إحدى الندوات التي عقدت مؤخراً وتناولت طرح ذا الموضوع بأن هناك خسائر كبيرة على الاقتصاد الوطني جراء هذه الفروقات في أيام الإجازات تصل إلى مئات المليارات خلال فترة الذروة في العمل ، من جانب آخر فإن من إيجابيات التغيير أنه سيساهم في الاستفادة من الوفود التجارية الزائرة مما ينعكس على مصالح الشركات والمؤسسات التجارية المحلية وخصوصا أن اقتصاد المملكة مرتبط بالاقتصاديات العالمية باعتبار المملكة من دول العشرين المتوافقة جميعها على مواعيد الإجازة الاسبوعية . وباختصار فإن الحجج والأسباب التي تدعو للتغيير تنطلق في دعواها بشكل رئيسي من الجانب الاقتصادي ووفق ماصرح به أحد المختصين في المجال الشرعي أنه لايوجد نص شرعي يخالف هذه الدعوى بل هومتروك لما يحقق مصالح المسلمين في مثل هذه المسائل ، وهناك تجربة واضحة قامت بها دول الخليج المجاورة لتغيير أيام الإجازة الإسبوعية إلى الجمعة والسبت وقد ساهمت هذه الخطوة بالمحافظة على يوم الجمعة كيوم يتفرغ فيه الناس للاستعداد للصلاة مبكراً ويوم السبت كإجازة رسمية تتوافق مع إجازات الدول الخارجية مع إبقاء يوم الخميس يوم عمل كامل مما سيخفض عدد الأيام التي يكون فيها تعارض مع الدول الخارجية من أربعة أيام إلى ثلاثة أيام . وفي اعتقادي إن مثل هذا الأمر يحتاج إلى قرار حكومي واضح يبنى على دراسة يحدد لها وقت زمني محدد ولاتقتصر هذه الدراسة على مصالح رجال الأعمال بل يجب أن تشمل جوانب الحياة الأخرى سواء كانت اجتماعية أو دينية على أن يكون هناك قرار حاسم بناء على نتائج هذه الدراسة ينهي هذا الجدل القديم المتجدد ويوقف المطالبات المختلفة منذ عدة سنوات حول هذا الموضوع . هناك العديد والعديد من القضايا المشابهة والتي تمس مجتمعنا بشكل مباشر ولكن للأسف لازالت تحت الدراسة منذ سنين وقد تبقى كذلك سنين أخرى ويتجدد الجدل والنقاش حولها ويستمر لعدة أجيال . [email protected]