عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: قال: كانَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : "اللَّهمَّ إِني أَعُوذ بك من العَجْز والكَسَل، والجُبْنِ والهَرَمِ والبُخْلِ، وأعوذ بك من عذابِ القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات". يقول ابوحيان الكسل هو التثاقل والتثبط والفتور عن الشيء، ويقول ابن حجر في الفرق بين العجز والكسل أن الكسل ترك الشيء مع القدرة على الأخذ في عمله، والعجز: عدم القدرة. لقد تعوّذ رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من العجز والكسل وأوصانا أن نتعوذ منها ومن غيرها من الخصال السيئة، وعندما يُذُكِر خادم الحرمين الشريفين العلماء الأفاضل بعد كلمته التي قدمها مؤخراً للأمة العربية والاسلامية بأن فيهم كسلاً وفيهم صمتاً فهو يلفت انتباههم ويستنهض هممهم وعزائمهم إلى قضية هامة للغاية وفي وقت حساس ومهم لأن يسمعوا صوتهم لأمتهم وأن يوضحوا الحقائق وأن يفعلوا ما هو واجب عليهم لدنياهم ودينهم وربهم فوق كل شيء كما ذكر حفظه الله. إن المجتمعات اليوم في أمسّ الحاجة لأن تسمع أصوات العلماء المخلصين وتلمس تحركاتهم ضد ما تشهده أمتنا العربية والإسلامية من فتن وقلاقل وارهاب وقتل للأبرياء والأطفال والنساء، وضد ما تراه المجتمعات من تشويه للحقائق وتدليس للأحداث وحرص على تدبير المؤامرات من الأعداء، وضد ما نتابعه من تشويه لصورة الإسلام بمختلف أشكالها، فاليوم كلمة العالم المخلص أهم بكثير من التصريحات الإعلامية الأخرى، فكلمة العالم تبعث الطمأنينة في نفوس المجتمع وتؤكد لهم بأننا جميعاً في مركب واحد وأن صوتنا واحد ضد الأعداء وإن أمننا يأتي من خلال تمسكنا بعقيدتنا وبمنهجنا القويم. أما الصمت والكسل والتردد والتوجس والخوف والتفكير في عاقبة إعلان كلمة الحق وكشف الزّور والبهتان مع القدرة عليه فإنما هو من الكسل والتراخي الذي حذر منه رسولنا صلى الله عليه وسلم وذكر به اليوم خادم الحرمين الشريفين فهل سنسمع خلال الفترة القادمة صوت علمائنا الكرام بشأن ما حولنا من أحداث وفتن؟. [email protected]