فند سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مسألة تغيب عن كثير من الناس، وتتعلق بعدم استلام صرف فئات من المال في نفس الوقت، إذ يطلبونه على فترات نظرا لعدم توفر كامل مبلغ الصرف لدى صاحب المتجر أو البقالة، وقال: لا يجوز استلام جزء من المبلغ المصروف وتأجيل الباقي لوقت آخر، أما إن كان المبلغ الباقي نتيجة بيع وشراء فلا بأس. ودعا آل الشيخ أفراد المجتمع إلى السعي على جمع الكلمة ووحدة الصف ولم الشمل والحرص على الإصلاح بشتى الوسائل والسبل، وقال: إن ما يروى من أن (الفتنة نائمة لعن الله موقظها)، معناه الفتن خامدة مختفية وهي موجودة، فلعن الله من أيقظها وسعى في نشرها ودعا إليها وصد الناس عن سبيل الله المستقيم، سواء أكانت بفتنة في دينهم بما يروجه من الشبهات والدعوات الضالة وبما ينشره من الفواحش والمنكرات أو ما يفتن به الناس باختلاف كلمتهم وقلوبهم وشق عصا الطاعة بينهم وإحداث البغضاء والعداوة بينهم وإيقاد نار الحرب والقتال بين المسلمين فكل هذا من إيقاظ الفتنة. وشدد آل الشيخ على أن المسلم يسعى في الإصلاح والتوفيق بقدر ما يستطيع لقول الله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين)، وقال (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى).. فإلى التفاصيل: أريد أن أتزوج وأنا شاب الآن، فماهي أوصاف الزوجة الصالحة المعينة على أمر الدين والدنيا؟ الله تعالى يقول: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (خير مال المرء المسلم المرأة الصالحة، إن نظر إليها أسرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله) تتبع العورات كثرت السخرية في هذا الزمن، فأصبح البعض يتبعون عورات الآخرين وعيوبهم قبل البحث عن عيوب أنفسهم، خصوصا عن طريق الجوالات وغيرها، نريد منكم توجيها في هذا الصدد؟ أما السخرية بالناس وتتبع عيوبهم، فالله يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن)، فحرام أن تسخر بأخيك المسلم بقول أو فعل أو حركة يجب أن تبتعد عن ذلك (ويل لكل همزة لمزة)، فينبغي علينا أن نبتعد عن السخرية والاستهزاء واحتقار الآخرين لا في أقوالهم ولا في أفعالهم هذا خلق الله فيجب احترام ذلك، والسخرية بالإنسان في خلقه وأقواله وأفعاله جريمة ربما تؤدي إلى سخريتك بمن خلقه وشق سمعه وبصره فهذا حرام، تتبع عيوب الناس لا يجوز، كفانا أن ننشغل بعيوب أنفسنا وأن نصلح أخطاءنا وأن نفكر في عيوبنا التي وقعنا فيها، فلو فكرنا في عيوبنا لكان أولى لنا، إن كنت صادقا أتصل بهذا الرجل وأبين له الخطأ وأحذره وأنصحه بيني وبينه نصيحة لله لأجل الله وفي سبيل الله، أنصحه لكونه أخي المسلم أحب له ما أحب لنفسي وأكره له ما أحب لنفسي، أما أن أنشر عيوبه وأتحدث في الجوال عن عيوبه ونقائصه هذا لا يجوز، في الأثر (من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله)، وفي الحديث (لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك)، فالواجب علينا التبصر في عيوبنا والاشتغال بإصلاحها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فمن تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته أخزاه في جوف بيته). تقليد الأصوات ما حكم الشرع في تقليد أصوات الناس إن كان بإذنهم أو بغير ذلك؟ إن كان من باب السخرية والاحتقار، فهذا أمر محرم وغيبة لا تجوز، وإن كان من باب محبة الصوت والأنس به لأنه صوت طيب وحسن، فأرجو ألا حرج، لكن كلما قلل كان أمرا حسنا. باقي المبلغ أحيانا أطلب من صاحب البقالة صرفا لأي مبلغ من المال، فهل يجوز لي أن آخذ بعضها وأستلم الباقي حالما يتوفر لديه المبلغ الآخر؟ أما لو كان صرفا لا يجوز، أما لو كان عوضا من المبيعات كلفت مبلغا، ولم يجد الباقي فأعطاه إياه لاحقا لا شيء فيه، لكن لو كان صرفا فلا يجوز، وإن كان الأمر في البيع فلا بأس في ذلك. إيقاظ الفتنة ماذا يعني أن الفتنة نائمة وأن موقظها ملعون، وكيف نحث المجتمع على الترابط وتكوين صف منيع ضد أهل الفتنة والأهواء والإرجاف؟ ينبغي على أفراد المجتمع السعي على جمع الكلمة ووحدة الصف ولم الشمل والحرص على الإصلاح بشتى الوسائل والسبل، فإن ما يروى من أن (الفتنة نائمة لعن الله موقظها)، معناه أن الفتن خامدة مختفية وهي موجودة، فلعن الله من أيقظها وسعى في نشرها ودعا إليها وصد الناس عن سبيل الله المستقيم، سواء أكانت بفتنة في دينهم بما يروجه من الشبهات والدعوات الضالة وبما ينشره من الفواحش والمنكرات أو ما يفتن به الناس باختلاف كلمتهم وقلوبهم وشق عصا الطاعة بينهم وإحداث البغضاء والعداوة بينهم وإيقاد نار الحرب والقتال بين المسلمين فكل هذا من إيقاظ الفتنة. وعلى المسلم أن يسعى في الإصلاح والتوفيق بقدر ما يستطيع لقول الله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين)، وقال (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى). إن الله تعالى جعل لمن غرم من ماله للإصلاح بين الفئات المتنازعة نصيبا من الزكاة، فقال (والغارمين)، الله يحب الإصلاح بين الناس، أما الساعون في الفتن الموقدون لها المروجون الباذلون أسبابها الممهدون لها، فكل هؤلاء أعداء الأمة والدين، إن المسلم يحرص دائما على جمع الكلمة ووحدة الصف والتقاء الإخوان والتباحث والتعاون لا سفك الدماء ونشر الفوضى. أحكام السفر سماحة الشيخ هناك بعض الأحكام المتعلقة بالسفر تظهر بجلاء مدى يسر الإسلام وسماحته، فهل تتفضلون بذكر بعضها.. جزاكم الله خيرا؟ السفر له أحكام من ذلك قصر الصلاة، فقد شرع للمسافر أن يقصر الرباعية الظهر والعصر والعشاء يصلي الظهر ركعتين والعصر والعشاء، أما الفجر والمغرب فعلى حالهما لأن المغرب وتر النهار فلا تقصر، والفجر فيه طول القراءة، قال الله تعالى: (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا). وكان من هديه صلى الله عليه وسلم قصر الرباعية في السفر، ولم ينقل عنه أنه أتم الرباعية في السفر أبدا، كما أن من رخصة السفر جواز الفطر في رمضان لقول الله تعالى: (فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر)، كما مدد المسح على الخفين، فجعل المسح على الخفين للمقيم يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن. الصلاة خلف مقيم إذا صلى المسافر صلاة العشاء خلف مقيم يصلي المغرب هل يقصر أو يتم، وكذلك إذا صلى العصر خلف مقيم يصلي الظهر هل يقصر؟ إذا صلى المسافر العشاء خلف من يصلي المغرب، فمن العلماء من يقول يصلي ركعتين ثم يسلم أو ينتظر حتى يسلم الإمام، ولكني أرى أن الأولى له أن يصلي العشاء وحده، إلا إذا رأى الجماعة يصلون العشاء فيصليها معهم أربعا ثم يصلي المغرب ثلاثا، وإذا صلى العصر خلف مقيم يصلي الظهر، يتم لأن الواجب على المسافر إذا ائتم بالمقيم أن يتم. الوقاية من العين ما هي سبل الوقاية من الحسد والعين، وهل هناك عقوبة للعائن. العين حق، النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو كان شيء يسبق القدر لكان العين)، ونهانا عن الحسد فقال: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا)، وأخبر أن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وعلى من يريد النجاة من هذه الأمور الالتجاء إلى الله تعالى والمحافظة على أذكار الصباح والمساء والإكثار من ذلك والثقة بالله تعالى، والعلم التام بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والأخذ بالأسباب والاحتياط والثقة بالله، وقد قال الله تعالى في السحرة: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله). فلا يستطيع عائن أو حاسد أن يضرك إلا بإذن الله فثق بالله ووثق صلتك بربك واطمئن وتعوذ بالله من الشيطان، وائت بأذكار الصباح والمساء، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما ذكر قصته مع الشيطان، وأنه قال له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان». ولما سحر النبي صلى الله عليه وسلم أنزل عليه قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، فكان يستعيذ بهما ويعوذ بهما بنيه، وقال عليه الصلاة والسلام: (أنزل علي آيات لم ير مثلهن «قل أعوذ برب الفلق» إلى آخر السورة و«قل أعوذ برب الناس» إلى آخر السورة). وعلى من وجد في نفسه أنه يعين الناس أو يصيب بعينه أن يتقي الله وإذا رأى ما يعجبه، فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله ويكثر من ذكر الله ويتعوذ وإذا عرف انه أصاب إنسانا بعينه، فعليه أن يغتسل بماء ويدفعه لذلك المصاب ليغتسل ويتوضأ به لعل الله أن يزيل عنه ذلك الأثر السيئ. التحدث أثناء الأذان هل ورد النهي عن التحدث أثناء الأذان؟ لم يرد في النهي عن ذلك شيء، لكن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان، وله ضراط، حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى النداء أقبل، حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضى التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى)، ولذلك شرع لنا عند الأذان أن نقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم النداء، فقولوا مثل ما يقول المؤذن)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة)، وقال أيضا: (إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة). فعند سماع المؤذن ينبغي أن ننصت ونقول مثل ما يقول. أما أن نتحدث ونلهو فنخشى على أنفسنا من حرمان الخير، فهذا الوقت وقت يجاب فيه الدعاء، فلنتحر تلك المواطن.