استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة أمس الثلاثاء بعد أن رفضت حركة حماس اقتراح التهدئة وأطلقت عشرات الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، ومع الغارات الجديدة ارتفع عدد القتلى خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع إلى 197 فلسطينيًا، بحسب مصادر طبية، كان آخرهم ثلاثة قتلى في غارة إسرائيلية على جنوب القطاع وقصف لجنوب شرقه، فيما قال وكيل المخابرات المصرية السابق والخبير الإستراتيجي اللواء محمد رشاد: إن الموقف المصري لدعم الشعب الفلسطيني ثابت، ولن يتأثر بمواقف حركة حماس من مصر خلال الفترة الماضية، وشن الطيران الحربي الإسرائيلي هذه الغارات بعد توقف دام ست ساعات، بحسب مراسلي فرانس برس وشهود عيان، ولم تتوقف الغارات أكثر من ست ساعات ثم استأنفت إسرائيل قصف قطاع غزة بعد ظهر الثلاثاء، إلا أن الهدنة قطعها صوت صفارات الإنذار في الأراضي الإسرائيلية بعد إطلاق كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس صواريخ على المنطقة المأهولة، وكتب الجيش الاسرائيلي في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع تويتر «أطلقت حماس 47 صاروخًا منذ أن أوقفنا غاراتنا على غزة في التاسعة صباحًا، ونتيجة لذلك استأنفنا عمليتنا ضد حماس»، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مدنيًا إسرائيليًا قتل جراء سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة الثلاثاء، ليكون بذلك أول إسرائيلي يقتل في العنف المستمر منذ ثمانية أيام بين إسرائيل وحركة حماس، وفي تصريحات متلفزة مساء الثلاثاء توعد نتانياهو ب»توسيع وتكثيف» العملية العسكرية على قطاع غزة بعد أن رفضت حركة حماس مبادرة التهدئة المصرية، وقال نتانياهو في تصريحات نقلها التلفزيون: «كان من الأفضل حل هذه المسالة دبلوماسيًا، وهذا ما حاولنا القيام به عندما قبلنا اقتراح الهدنة المصري»، وأضاف: «لكن حماس لم تترك لنا خيارًا سوى توسيع وتكثيف حملتنا ضدها»، وقال أيضا: «عندما لا يكون هناك وقف لإطلاق النار، فإن ردنا هو النار!»، وقام نتانياهو باقالة نائب وزير الدفاع داني دانون الذي ينتمي إلى حزبه الليكود بعدما وصف الهجوم العسكري على غزة بأنه «فشل»، ورفضت حماس أي وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بدون التوصل لاتفاق شامل للنزاع مع إسرائيل فيما اعتبرت كتائب عز الدين القسام المبادرة المصرية «ركوعًا وخنوعًا»، وتوعدت إسرائيل بأن معركتها معها «ستزداد ضراوة»، وتشترط حماس أن توقف إسرائيل قصفها لقطاع غزة وترفع الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح مع مصر وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين أوقفوا بعد الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط في 2011، وواصلت الكتائب إطلاق الصواريخ بعد الساعة 06,00 ت غ. وبحلول الساعة 12,00 ت غ، أعلنت إسرائيل استئناف عملياتها، وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي الثلاثاء أن واشنطن لا تزال تعمل على وقف للنار في غزة وقالت: «سنواصل، وزير الخارجية سيبقى ملتزمًا لدى كل الأطراف»، واضافت: «ينبغي أن نتذكر ما هو على المحك هنا: سنواصل العمل على وقف لإطلاق النار»، في المقابل وافقت لجنة في مجلس الشيوخ الاميركي الثلاثاء على زيادة تصل إلى نصف قيمة المساعدة المالية الأميركية لنظام «القبة الحديدية» الدفاعي الإسرائيلي الذي تستخدمه إسرائيل حاليًا لاعتراض الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري حذر الثلاثاء من فيينا من أن «ما يجري هناك ينطوي على مخاطر كبيرة وحتى احتمال تصعيد العنف بشكل أكبر»، وأعلن كيري أنه قرر إلغاء زيارته المقررة إلى مصر والعودة إلى واشنطن لإعطاء المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار الوقت لكي تنجح، ودعا الدول العربية إلى الضغط على حركة حماس الإسلامية لقبول المبادرة المصرية بعد أن رفضتها رغم قبول الحكومة الإسرائيلية بها. المزيد من الصور :